من الغوطة الشرقية..الحصار أبو الاختراع

من رحم المعاناة يُولد الإبداع، وقد أثبت السوريون خلال مآسيهم غير المسبوقة، دقّة تلك العبارة.

ففي ظروف الحصار الخانق المُطبق على الغوطة الشرقية، أبدع أحد أبناء المنطقة اختراعاً يُلبي حاجة أهله. فصنع غازاً يعمل على عبوات غاز القداحة أو على البارفانات أو على البي باف، أو على أي شيء من هذا القبيل.

خالد أبو ماهر، المقيم في دوما، كان سقف تعليمه صف التاسع، لكن التعليم لا علاقة له بالاختراع، حسبما أخبرنا.

ويضيف خالد أبو ماهر، في حديث خاص لـ"اقتصاد": "حينما كنت صغيراً كنت أصلح أي شيء يعطل في البيت، وكنت ألقى تشجيعاً من أهلي على ذلك".

خالد بدأ محاولاته في الاختراع قبل الثورة، لكن بعد تطورات الثورة ومن ثم حصار الغوطة الخانق بدأت الحاجة تُلح على خالد أكثر، لإيجاد حلول بديلة عن كل أداة يفقدون القدرة على استخدامها.

عرضت بعض وسائل الإعلام السورية، المُعارضة، اختراعات لخالد، سابقاً، منها "الشاروق" الذي يُمكن أهالي الغوطة المحاصرين من الاستفادة الكاملة من الحطب، "حتى لا نهدر شيء من طاقته، لأن الحطب غالي السعر"، كما أخبرنا خالد.

يُضيف المخترع السوري: "صنعت غاز تيربو، وهو سريع جداً، ويعتمد على الزيت والغليسرين المتواجدين في الغوطة".

آخر اختراعات خالد كان الغاز الذي يعتمد على العبوات الفارغة من القداحات وملطفات الجو ومضادات الحشرات والبارفانات، وسواها.
قدرة خالد على التصنيع محدودة، فهو يفتقد إلى التمويل، لذا يصنع على قدر المُستطاع. ولقلة الإمكانيات، يبدو أن القطع التي يصنعها قليلة.

"لو توافر التمويل لعملنا بصورة أفضل". يختم خالد أبو ماهر.

وهكذا كان للموهبة والشغف دورهما في تعزيز ميل خالد أبو ماهر للاختراع، وكانت المعاناة هي التي قدحت شررهما لديه، على ما يبدو. ويبقى التمويل العقبة الأخيرة أمام تحول هذه الموهبة إلى ظاهرة مُنتجة في مجتمعٍ يرفض الموت رغم الحصار والقذائف ومحاولات التجويع.

وتتعرض الغوطة الشرقية لحصار قاسٍ من جانب قوات النظام منذ أكثر من سنة، ازداد شدةً في الفترة الأخيرة بسبب محاولات النظام لاقتحام مركز الغوطة الشرقية، مدينة دوما.

ترك تعليق

التعليق