نظام الأسد ومأزق انهيار اقتصادي تتسارع وتيرته

شهدت الأوضاع الاقتصادية في سوريا خلال الفترة الأخيرة تدهوراً ملحوظاً بنسبة كبيرة، فاقت تدهورها خلال السنوات الماضية، فالأزمة الاقتصادية التي يعيشها النظام في المدن الخاضعة لسيطرته باتت عميقة، ومن الصعب عليه إخفاؤها أو تخطيها بسهولة، وذلك حسب ما يؤكد متابعون للشأن الاقتصادي السوري.

وفي هذا الإطار أشار خبير اقتصادي معارض، فضّل عدم الكشف عن اسمه، بأن الأوضاع الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام لاسيما التي حاول تحييدها وقمع مواطنيها بالقوة منذ بدء الثورة ضده في آذار 2011 كاللاذقية وحمص ودمشق، يعاني سكانها اليوم من أزمات حادة وصلت إلى صعوبة في تأمين متطلبات الحياة اليومية، هو ما يعكس بحسب ما وصف الخبير أزمة حادة يعيشها النظام نفسه انحدرت مستوياتها بنسبة كبيرة خلال الأشهر الماضية.

ورأى الخبير بأن أزمة المحروقات، بالإضافة إلى أزمات الطاقة الكهربائية والمياه التي تتتابع على المناطق الخاضعة لسيطرته والتي حاول إخفاءها تطبيقاً لشعار "سوريا بخير"، باتت فاقعة اليوم، وتجلت حتى في تخلي حلفائه الدوليين عن دعمه سواء بالمحروقات أو حتى بالقطع الأجنبي، مشيراً إلى توقف الدعم الإيراني له بالمحروقات، ما جعل من أزمة الوقود تتفاقم خاصة مع خسارته لحقول النفط والغاز بعد أن فرض تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرته عليها في المنطقة الشرقية من سوريا.

أما بالنسبة للداعم الروسي، فأشار المصدر إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها روسيا اليوم باتت جلية للعيان، وهو ما يتزامن مع انهيار في قيمة الروبل الروسي، الأمر الذي يفسر مماطلتها في الموافقة على منح النظام السوري القرض الذي طلبه الأخير من الحكومة الروسية بقيمة مليار دولار لدعم الليرة السورية، حيث توقع الخبير هنا أن يذهب هذا القرض إلى أدراج النسيان، إن لم يقابل بالرفض، في وقت تعول عليه حكومة النظام الكثير.

ولم يخفِ الخبير أن الأوضاع الاقتصادية في سوريا إلى تدهور، وهو ما يدفع المواطن السوري ثمنه اليوم، مع غياب أدنى متطلبات الحياة، ويتجلى ذلك بفقدان الليرة السورية قيمتها بشكل متسارع حتى بالنسبة لأسعار الصرف الرسمية، في وقت لازال النظام يفرض التعامل بها في المناطق الخاضعة لسيطرته.

وتابع الخبير أن سعر الدولار أمام الليرة وحسب نشرة مصرف سوريا المركزي وصل اليوم إلى 177 ل.س، في حين ارتفع سعره في السوق السوداء إلى 204 ل.س، لافتاُ إلى أن ذلك يؤشر بأنَّ الليرة السورية خسرت اليوم ما يقارب الـ 75% من قيمتها.



ترك تعليق

التعليق