رئيسة جمعية "نساء يبرود" في عرسال" لـ" اقتصاد": نسعى لتكريس النموذج المثالي للمرأة في ظروف الحرب

"المرأة العاقلةُ التي تحوِّلُ الصحراء إلى حديقة غنَّاء، هي كتلك الأنثى التي تكيفت على نمط حياة الخيم، وحولت خيمة الخشب والشادر إلى مكان يعكس إبداع أنوثتها".

هذا واحد من شعارات جمعية "نساء يبرود" التي تم تأسيسها منذ شهرين في بلدة عرسال اللبنانية للاهتمام بشؤون المرأة والطفل من النواحي التعليمية والتربوية والمهنية، وملامسة واقع المرأة والطفل، وسد احتياجاتهم وتنمية قدراتهم.

 وتعمل الجمعية، –كما تقول مديرة الجمعية أم عمر اليبرودية- لـ"اقتصاد"، على تطوير مهارة المرأة وتفعيل دورها في المجتمع والاهتمام بالطفولة في شتى صورها التربوية والتعليمية والترفيهية والنهوض بالمستوى الثقافي للأسرة بشكل عام، من خلال إقامة الندوات والمحاضرات.


وبدأت الجمعية، التي أخذت من عرسال اللبنانية مقراً لها نظراً للظروف الأمنية الصعبة في يبرود، بإنتاج العديد من الصناعات الغذائية والصناعات اليدوية من الصوف والقطن والحرير على الطريقة القلمونية.

وحول ذلك تقول الناشطة أم عمر: "هناك حالياً مشروع إنتاجي عبارة عن مشغل غذائيات وصناعة شالات الصوف النسائية وتأمين حليب وحفاضات لأطفال النازحات في عرسال".


وتردف: "إن جمعية "نساء يبرود" وزعت معاطف (مانطو) على فتيات مدرستي (الحياة الأزهر) من الصف الخامس للشهادة الثانوية، كذلك وزعت 270 (شالا) على نساء يبرود المتواجدات في منطقة عرسال".
 
وتسعى الجمعية -حسب الناشطة أم عمر- إلى إقامة مشروع "طواقي تنتنة" ولدى الجمعية خيمة باسم "دار الحكمة" يقام فيها العديد من المحاضرات والندوات ودورات محو الأمية والدورات التعليمية والتوعوية لنساء يبرود النازحات في عرسال.
 
وأضافت مديرة الجمعية أن "الهدف من هذا المشروع الإغاثي إعادة دور المرأة في المجتمع وتنمية قدراتها واستثمار مواهبها، وتنشيط عملها وبناء النموذج المثالي للمرأة في ظروف الحرب والتهجير".



وبدوره أشار الناشط "محمد عبد العزيز" إلى أن "الجمعية تمول حالياً من بعض المساعدات من قبل الجمعية الإسلامية، وبعض الدعم الفردي من نساء مغتربات، ولكن الدعم محدود –كما يؤكد– مشيراً إلى أن "الجمعية بدأت على نفقة العضوات فيها".

وأردف عبد العزيز أن "التحدي الأكبر الذي يواجه هذه التجربة الإغاثية هي قلة الدعم والتمويل مما يحد من التوسع في مشاريعها ويحول دون تشغيل أكبر قدر من النساء اللاجئات".

وأوضح محدثنا أن جمعية نساء يبرود بدأت بتسجيل الطلاب اللاجئين في دورات تقوية في اللغة الإنكليزية واللغة العربية والرياضيات، ودورات محو أمية للكبار والصغار، إضافة إلى دورة تجويد القرآن الكريم للكبار والصغار وفقه الأسرة بالتزامن مع افتتاح معرض المنتوجات التي نفذتها منتسبات الجمعية.
 
ووجه الناشط عبد العزيز رسالة شكر للهيئة الإسلامية لمدها يد العون إلى جمعية نساء يبرود للنهوض بواقع أهلنا في عرسال من ظلام الجهل إلى نور العلم من خلال إشادة خيمة "دار الحكمة "، كما شكر المغتربين السوريين لمساهمتهم في دعم الدار مادياً ومعنوياً.
 
وكان للمرأة اليبرودية بشكل خاص، ونساء القلمون عموماً، دور مشرف في الثورة السورية تمثل في مساعدة ومساندة الجرحى والمصابين من رعاية وتطبيب ومتابعة، وهو دور لا يقل أهمية عن حمل السلاح للدفاع عن أراضي القلمون ضد "غزاة الوطن من الشبيحة"، حسب ما يقول ناشطون.

ودفعت المرأة اليبرودية غالياً ضريبة الحرب والتهجير دون أن تتخلى عن طموحها في العطاء والإبداع والتكيّف مع الواقع الصعب الذي تواجهه.

ترك تعليق

التعليق