انقطاع الكهرباء ينعش تجارة المولدات في الزعتري

بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر بدأت الجهات المسؤولة بإصلاح التيار الكهربائي في مخيم الزعتري (شمال الأردن)، وباشرت الورشات المختصة بإصلاح الشبكة في القطاعات 1/ 2/ 3/ 4/، وصدر قرار عن شركة كهرباء إربد التي تتولى تغذية كهرباء الزعتري يفيد بأنها ستقوم بقص وإزالة الأسلاك الموصولة، من قطاع إلى قطاع، وقص وإزالة كل الأسلاك الموصولة من شارع إلى شارع.

وتم السماح للأشخاص الذين وُضعت أسماؤهم في فريق عمل الكهرباء العمل على الإصلاحات والتوصيلات الكهربائية، وسمح لكل منزل بتوصيل خط كهرباء واحد لا غير، على أن يكون خط الكهرباء مكون من فاز ونتر.

وألزم القرار أن يكون توصيل الخط من الشارع الموجود فيه المنزل من قرب مولد كهرباء ومنع أصحاب المحلات التجارية توصيل الكهرباء من شبكة الكهرباء الداخلية في الشوارع، وإلزامهم بالسحب من خط السوق التجاري.

وكانت مسؤولة العلاقات الخارجية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ديما حمدان، قد ألمحت في تصريح لبرنامج "سوريون بيننا"، الذي يُبث من راديو البلد الأردني، إلى أن "90% من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري يعيشون للشهر الثالث على التوالي بدون كهرباء"، وأكدت حمدان أن "عملية إصلاح شاملة وإعادة بناء تتم الآن لبنية شبكة الكهرباء التحتية في المخيم، بهدف إعادة تأهيلها كي تستطيع تحمل الضغوط الواقعة على الشبكة والتي لم تكن مهيأة أصلاً لتحملها، حيث خصصت لتزويد المرافق العامة في المخيم بالتيار الكهربائي فقط".

وأوضحت مسؤولة العلاقات الخارجية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن "حل مشكلة التيار الكهربائي في المخيم هو الآن من الأولويات لدى المفوضية".

ومن جانبه، أوضح الناطق الرسمي في شركة كهرباء إربد، هشام حجازي، أن "انقطاع التيار، سببه الأعطال المتكررة في المحولات التي تزود المخيم بالكهرباء، وذلك بسبب الاعتداءات المتكررة عليها والاستجرار غير الشرعي للكهرباء منها"، مشيراً إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين طلبت فصل التيار الكهربائي عنها كي لا تتضرر هذه المحولات.

وفي ظل انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، نشطت تجارة بيع المولدات الكهربائية بمختلف أنواعها، إذ ارتفع ثمن المولد الكهربائي الواحد داخل المخيم الى 140 دولاراً، غالباً ما يتقاسم ثمنه جيران القطاع الواحد في المخيم لسد الاحتياجات الأساسية من شحن الهواتف الخلوية كونها صلتهم الوحيدة بالعالم الخارجي، وإنارة المساكن بمصباح واحد -وفق ما أشار الصحفي "حازم المازوني"- لـ" اقتصاد"، مضيفاً أن "المشكلة الأخرى تكمن في تأمين البنزين اللازم لتشغيل المصابيح لعدة ساعات في اليوم، وخصوصاً أن إدخال البنزين إلى المخيم ممنوع بشكل قطعي، إلا أن الأطفال يتسربون عبر الشيك إلى المحطة المجاورة ويشترونه منها ويدخلونه إلى المخيم خلسة".

وفي ظل الانقطاع المستمر للكهرباء، راجت تجارة بيع المولدات، كما يؤكد "أبو أحمد"، وهو أحد سكان مخيم الزعتري، مضيفاً أن "هذه التجارة أصبحت من أنشط أنواع التجارة، فالمولد المصنوع في الصين والذي يباع خارج المخيم بسعر يتراوح بين 60 و70 ديناراً، يباع اليوم داخل المخيم بين 140 إلى 150 ديناراً، ناهيك عن تجارة الخلايا القابلة للشحن، والتي أصبحت هي أيضاً تجارة مربحة بأسعار عالية".

وكان مخيم الزعتري قد شهد خلال الأشهر الماضية العديد من حالات الاحتراق في الخيم بسبب الاستدراج غير النظامي للتيار الكهربائي، كما وأدت الأعطال والحمولة الزائدة على المحول الرئيسي في الزعتري نتيجة التدفئة الكهربائية والتوصيل العشوائي إلى انقطاع مستمر للكهرباء دام أكثر من 90 يوماً.

وكان مساعد الإعلام والاتصال العام في مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، نصر الدين طوايبية، قد أوضح في وقت سابق أن "التكلفة الشهرية لفاتورة الكهرباء في مخيم الزعتري تقارب النصف مليون دولار"، وأوضح طوايبية أن "هذه الفاتورة تشمل توفير الإنارة في طرقات المخيم والكرفانات ومكاتب المنظمات الدولية العاملة في المخيم".

ترك تعليق

التعليق