"الفيل يا ملك الزمان" ...!!

حال المؤيدين للنظام يشبه كثيراً القصة التي وردت في التراث الشعبي، عن فيل الملك الذي أهلك بيوت الناس وحرثهم وزرعهم، وعندما قرروا الاعتراض للملك، لم يتجرؤوا على قول الحقيقة، وبدل ذلك طالبوا بزوجة للفيل "المسكين" وأولاد ... وهي القصة التي وظفها سعد الله ونوس في مسرحيته الرائعة "الفيل يا ملك الزمان"...

فماذا تتوقعون من بلد، تحول فيه الظلم والقهر والدمار وضنك العيش إلى مكرمات من سيادته.. ومع ذلك تجد من لازالوا يطالبون بالمزيد ... !!

لنقرأ إذاً ما يكتبه موظفو السلطة:

بيع أملاك الدولة لتمويل الحرب

في تعليقها على المرسوم التشريعي الذي أصدره سيادته قبل أيام، ويسمح بتأسيس شركات قابضة لاستثمار أملاك الوحدات الإدارية في سوريا، رأت لمياء عاصي، وزيرة الاقتصاد والسياحة السابقة، في مقال لها في جريدة البناء، أن المرسوم المذكور طال انتظاره وكان يجب أن يصدر منذ سنوات طويلة .. !!، لكنها لم تتساءل لماذا لم يصدر من قبل ...؟!، أو ما هي الجدوى من إصداره الآن والبلد لا يوجد فيها مشاريع إلا للدمار والقتل والتشريد ...!!

وأكثر من ذلك، أشارت عاصي إلى وجود أراض وعقارات وشركات ومحلات لدى وزارة المالية والصناعة والأوقاف في مناطق حيوية من المحافظات السورية، مطالبة أن يتم الاستفادة من هذه الأملاك لتمويل ما أسمته حرب النظام على "الإرهاب" ...!!

التهليل لرفع الأسعار

صحفي آخر يدعى أيمن القحف، لديه موقع إلكتروني باسم "سيريانديز"، وجريدة أسبوعية، "بورصات وأسواق"، إضافة إلى أنه صحفي في جريدة "البعث" التابعة للنظام.. هذا الصحفي يرى في كل القرارات التي يتخذها النظام، مهما كانت ظالمة، بأنها حكيمة ... وخصوصاً قرارات رفع الأسعار .. وكانت أعجب مواقفه عندما اعتبر رفع أسعار الخبز ورفع رسوم جوازات السفر، بأنها من أنظف القرارات التي اتخذتها الحكومة في التوقيت المناسب، بل إنها تأخرت بعض الشيء ..!!

كتب على صفحته في "فيسبوك" معلقاً على قرار رفع سعر ربطة الخبز إلى 35 ليرة:

"اليوم اشتريت الخبز من مخبز المزة الاحتياطي مساء.. كنت وحدي أمام البائع!!، أول مرة منذ سنوات يختفي الازدحام والطوابير .. كنا نشتري الربطة بمائة ليرة أو نتمرمط في الزحام..اليوم نحن دعمنا الدولة بتخفيف العبء عنها وتم تأمين الخبز الجيد بسهولة".

الشاب "فارس"

المتابع لتصريحات رجل الأعمال الحلبي، "فارس الشهابي"، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، يجد تطوراً في مواقف الرجل باتجاه قول الحقيقة، ولكن للأسف على طريقة، "الفيل يا ملك الزمان".

فهو، في آخر تصريحاته، دعا لاعتبار حلب مدينة منكوبة، كما انتقد الإجراءات الحكومية الاقتصادية التي أدت إلى فلتان الأسعار وانتشار التهريب والفساد، وشكك في قدرة المصرف المركزي على تثبيت سعر الصرف عبر الضخ ... واعترف لأول مرة بهروب الصناعيين من حلب بسبب الإجراءات الحكومية ..

فارس الشهابي، المراهق الذي تسلم غرفة صناعة حلب في مدينة تضم سلالات عريقة من الصناعيين، بدأ يدرك وبحسب مقربين، أن ورقته على وشك رميها في سلة القمامة بعد أن أدى دوره على أكمل وجه .. بل ويشير هؤلاء المقربون أنه لم يعد رجل أعمال، بل أصبح يشبه الشاب "خالد"، صاحب أغنية "دي دي وااه "...لكن يستغرب هؤلاء المقربون أنه لا يزال يصيح "الفيل يا ملك الزمان" ...

سيكولوجية المؤيدين

أعتقد أن ظاهرة المؤيدين للنظام حالة تستحق الدراسة والبحث، ذلك أن النظام سعى لانتقاء فئة من المجتمع، وعمل على تسمينهم حتى أصبحوا "وحوشا"... لكن حتى الوحوش تأكل أصحابها.. فمن يكون هؤلاء؟!

ترك تعليق

التعليق