نجاحات خفية للمعارضة...أهم من تلك العسكرية


نجاحات خفية بدأت تسجلها المعارضة السورية، لا تقل قيمة وأهمية عن الانتصارات العسكرية، وربما تفوقها إذا ما قدرنا حجم الخسائر المادية والمعنوية التي تسببها للنظام..

إنها لعبة الاقتصاد والإنتاج، التي لطالما أساءت المعارضة استخدامها، بل تحولت في مرحلة من المراحل إلى أداة ضغط عليها ودفعت ثمنا لها الركوع بسبب الجوع...
 
اليوم ربما انقلبت الآية، وأصبحت تقديرات الإنتاج التي يصدرها النظام مثيرة للسخرية للمؤيدين قبل المعارضين، وذلك بعد أن نجحت المعارضة بحجب محصول القمح عن النظام في خطوة لم ينتبه الكثيرون لها ولم يدركوا أهميتها للأسف.

ما حصل عليه النظام من محصول القمح هو 300 ألف طن فقط من أصل ثلاثة ملايين طن هو الإنتاج المتوقع، وهو يكفي لمدة شهرين فقط..وبلغة الأرقام يعني أن النظام بحاجة لأكثر من مليار دولار كي يغطي حاجته من الطحين للعام القادم..

المعركة يجب أن لا تتوقف هنا...فهناك الكثير من الثروات التي يمتلكها الناس ويعتمد عليها النظام في تمويل حربه على الشعب السوري..لعل أبرزها إنتاج القطن الذي يبلغ نحو 700 ألف طن ويحقق النظام من خلاله أرباحا تفوق الـ 500 مليون دولار..إضافة لإنتاج الفواكه من الريف الدمشقي وغيرها من المناطق في الشمال والوسط والجنوب السوري في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة..حيث كان النظام يشتريها من خلال المؤسسة العامة للخزن والتسويق بأسعار بخسة ثم يقوم بتصديرها أو يعيد بيعها للتجار والصالات بأسعار مضاعفة..

كذلك يجب أن لا نغفل إنتاج سوريا من الزيتون والثروة الحيوانية الهائلة التي يمتلكها الشعب، ويستخدمها النظام اليوم للحصول على العملات الصعبة..إذ تشير آخر الأرقام الصادرة عن مؤسسات النظام بأنه صدر في الفترات الأخيرة أكثر من 40 ألف رأس من الأغنام إلى دول الخليج العربي..وبحسبة بسيطة تصل الإيرادات التي حققها من خلال هذه الصفقة أكثر من مليون دولار..بينما التصدير لازال مستمرا..!!
 
من يقول أن حربنا مع النظام عمودها وأساسها السلاح فقط، فهو مخطئ ..لأن هناك ما هو أمضى من السلاح وأكثر فاعلية...وإذا استطاعت المعارضة أن تسد هذه المنافذ التي كان النظام يمول منها حربه، فإنها سوف تزيد من الأعباء الملقاة على مموليه، وسوف تزيد من الاختناقات التي يعانيها اقتصاد النظام...

يجب أن تتحول سوريا بالنسبة للنظام، إلى شركة فاشلة..إلى معمل، آلاته قديمة ولا يوجد به مواد خام يقوم بتصنيعها، بينما مضطر لدفع أجور عماله...أما وأنها لازالت تدر عليه أموالا وأرباحا، فسوف يظل متمسكا بها إلى أن يقضي على ما تبقى منها، وكما أعلنوا "الأسد أو نحرق البلد" ..فهل نستمر بإعطائه ما يساعده على حرقنا ...؟!

ترك تعليق

التعليق