عقارات تباع بـ10% من قيمة سعرها الحقيقي في المناطق الساخنة شمال حلب

"يفوق إجرام تجار الحروب إجرام النظام في بعض الأحيان، ويتحملون على عاتقهم جزءاً كبيراً من معاناة الشعب السوري"، بما سبق يعبّر بسام أبو محمد، تاجر العقارات، عن سخطه من صفقات عقارية سرية تنتشر مؤخراً، مسرحها مدن الريف الشمالي القريبة من خطوط التماس. ويرجع أبو محمد دواعي سخطه من تلك الصفقات لما وصفه بـ"الغبن" الذي يكون البائع عرضة له، لأنه مرغم على بيع منزله بمبلغ لا يصل إلى 10% من قيمة العقار الحقيقية قياساً بسعر صرف الدولار، بسبب فاقته المادية، أو تفكيره بالهجرة إلى خارج البلاد.

 وخلال حديث لـ"اقتصاد"، يروي تاجر العقارات مميطاً اللثام عن ماهية تلك الصفقات، "ينتشر الآن في المناطق المحررة تجار يتصيدون العقارات في المناطق الساخنة التي يفكر أصحابها ببيعها، ويشترطون قبل الدفع تسجيل عقود البيع لدى محاكم النظام العقارية، عن طريق أشخاص لهم متواجدين في مناطق سيطرة النظام، ويرفضون تسجيل هذه العقود في المحاكم التابعة للمعارضة في المدينة".

 وبحسب أبو محمد فإن قائمة الأسعار لا تتعدى الـ 10% من ثمن العقار الحقيقي، ويوضح: "في مدينة حريتان، يباع البيت الذي كان ثمنه يقارب المليون ونصف المليون ليرة بحوالي 800 ألف ليرة، ولدى المقارنة بسعر صرف الليرة مقابل الدولار، فلا تملك حينها إلا أن تصف هذا السعر بـ/الغبن/".

 ويستطرد، "هؤلاء التجار هم من أبناء مناطقنا، أي ليسوا غرباء عن المجتمع السوري، وواحد من هؤلاء كان يعمل بتجارة الدولار في لبنان، والآن يشتري منازل وبكثرة، وللأسف فإن حجم المعروض للبيع كبير، لكن ليس كل الناس يبيعون بسعر رخيص".

ولا يقتصر الأمر على الريف الحلبي الشمالي، وفق المراسل الإعلامي وائل عادل، فهذه المهنة منتشرة وبكثرة في أحياء بستان القصر، والزبدية، والسكري، داخل مدينة حلب أيضاً. وقال عادل لـ"اقتصاد"، "في مدينة عندان، وفي هذا الشهر تحديداً تم بيع ثلاثة بيوت بسعر لا يتعدى الـ10% من السعر الحقيقي، حيث بيع بيت كان ثمنه يساوي 30 ألف دولار أمريكي في العام 2011، بـ3 آلاف دولار أمريكي فقط".

ترك تعليق

التعليق