بالصور والفيديو.. فنان خرز، خريج سجون الأسد


عندما تقدم بطلبه لكلية الفنون الجميلة في دمشق، وهو العاشق للرسم والألوان، تم استبعاده ورفضه، فحتى الفن والرسم وقتها في سوريا كان محكوماً بالواسطات والمحسوبيات، لكن عندما دخل السجن، (سجن عدرا) عام ٢٠١٢، وجد نفسه (قزماً) صغيراً في الفن والرسم أمام قامات طويلة في هذا الفن وغيره. قامات وجدت من الملل وساعات السجن الطويلة حافزاً للإبداع والرسم والأشغال اليدوية المتقنة.

مشهور الغاوي.. أحد الفنانين الذين خرّجهم السجن في سوريا

سُجن وقتها بتهمة التهريب، وهو اللاجئ من بلدة حدودية للبنان هي قارة، سُجن لمدة عامين في سجن عدرا، واستطاع بعد شهرين من إقامته في السجن أن يسرق "مصلحة صناعة الخرز" من زملائه المساجين، كما تمكن من تعلم موهبة صنع السجاد والزخرفة وأشغال الفسيفساء.


مراحل صناعة القطعة الخرزية

المرحلة الأولى، كما يقول مشهور لـ "اقتصاد"، هي رسم القطعة المراد شكها بالخرز على ورق أبيض (وردة- عصفور – إجاصة..)، ويُشترط في الورق أن يكون مقسماً إلى مربعات صغيرة، والمربع على الورق هو بمثابة (خرزة) أثناء العمل.

وفي المرحلة الثانية يتم ضم الإبرة بخيط (خرج) قياس نص، ويتم ضم الخرزات بحسب عدد المربعات الموجودة على الرسمة، وبعد اكتمال عملية ضم الخرز يتم استخدام (الصنارة)، لشد الخيوط الممتلئة بالخرز لبعضها البعض.


نوع الخرز المستخدم

للخرز المستخدم في إنجاز القطعة الخرزية نوعان، نوع قياس صغير وقياس صغير جداً، ويفضل أن يكون من كافة الألوان، وخصوصاً اللون الأبيض (الحليبي)، ولا يصلح في هذه الحرفة أن يكون الخرز من (الكريستال) كما يقول مشهور لـ "اقتصاد"، لأنه يتسبب بقطع الخيط، فهو يشبه في تركيبته مادة الزجاج.

أشكال الرسمات والأشكال الأكثر شهرة في الخرز

يقول مشهور أنه بالإمكان نقش الرسوم والأسماء داخل القطعة الخرزية، وتظل رسمة القلب هي الأكثر شعبية وطلباً في صناعة (شكلة المفاتيح)، وهناك رسمة الطاووس والدلفين والإجاصة ورأس الدب.

أما للوحات الجدارية، فتعتبر رسمة الكعبة وآية الكرسي الأكثر رواجاً في هذه المهنة.

من أربع ساعات لستة أشهر.. زمن إنجاز القطعة

يتابع مشهور لـ "اقتصاد" أن هناك قطعاً بسيطة (كالميدالية التي تستخدم لتعليق المفاتيح)، تأخذ من الوقت قرابة الأربع ساعات، أما صناعة سجادة من الخرز أو تزين (نرجيلة) أو عكازة، فقد تستهلك ما يزيد على ستة أشهر، وذلك بحسب الرسمة المقررة على القطعة.


صعوبات المهنة.. ومستقبلها

يؤكد مشهور أن هذا النوع من الفن في طريقه للانقراض، وذلك بسبب إعراض الشباب عن تعلمه، نظراً لقلة مردوديته المادية، وابتعاد السوق هنا في لبنان عن التفاعل مع هكذا نوعية من القطع الخرزية، بالإضافة لقلة نوعية الخرز المستخدم في هذا الفن، وإن وجد فإنه لا يكون بتشكيلة ألوان واسعة، مما يؤثر في الخيارات الخاصة بانتقاء رسومات متنوعة، "فغياب اللون الأخضر يحرمني من انتقاء رسوم الأزهار والشجر"، كما يقول مشهور.

القطع بالتواصي.. وللسوريين غالباً

أما عن آلية تسويق أعماله فيقول مشهور إن قطعه الخرزية تذهب غالباً للسوريين الذين يطلبون منه صنع قلادة أو ميدالية للمفاتيح أو صندوقاً لعلبة المحارم، وغيرها.. ويتم بيعها في خيمته للزبون، أما سعر القطعة فيبدأ من ٧ دولارات، ويصل لعشرين دولار، أما القطع النوعية كصناعة طاووس أو بيت للمصحف، فقد تصل لخمسة آلاف دولار.


وينهي مشهور قوله بوصف مهنة الخرز بالفن الممتع الذي يحتاج لصبر وأناة كبيرين، وأنه "مدين للسجن"، الذي وهبه هذه الموهبة، ويتحسر على وجود هؤلاء الفنانين الفطاحل في سجون الأسد، بينما رعاعه يدخلون كليات الفنون الجميلة وهم لا يفقهون الفن لا من قريب ولا من بعيد.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

ترك تعليق

التعليق