اقتصاديات.. الشاب فارس، محاضراً بأساتذة اقتصاد بلده..!!

قد تكون سابقة من نوعها، أن تفتح أبواب الجامعة لأحد مرشحي مجلس الشعب، لكي يطلق بيانه الانتخابي من هناك ويحاضر بأساتذتها..

 لكن عندما نعرف أن هذا المرشح هو فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، والجمهور هم أساتذة كلية الاقتصاد في جامعة حلب، والمحاضرة هي عن كيفية النهوض بالاقتصاد "الوطني"،.. يزول العجب، ونعلم أن الأحداث تسير في سياقها الطبيعي.. فهكذا مشهد يعبر عن حقيقة الأوضاع التي وصلت إليها البلد في ظل القيادة التاريخية للسيد الرئيس ابن الرئيس، سليل عائلة الشبيحة، بشار الأسد.

منذ انطلاق الثورة السورية قبل أكثر من خمس سنوات، وفارس الشهابي يحاول أن يبحث عن دور كبير لدى النظام.. وهو يستغرب كيف أنه لم يتم منحه هذا الدور حتى الآن، رغم امتلاكه كل مواهب رجل الدولة في سلطة البعث..؟!.. فهو "نسونجي"، و"قواد"، و"علاك" وشبيح.. وزيادة على ذلك يمتلك المال.. وهي صفات يفترض أن تؤهله لأعلى المناصب.. ومع ذلك، لايزال النظام يحجم عن منحه الدور الذي يتمناه.. فما السبب يا ترى..؟

السبب، هو طموحات فارس الشهابي الكبيرة، الذي لن يرضى بأقل من رئاسة الحكومة.. فهو في كل البيانات التي أصدرها والكتب التي وجهها، كانت كلها موجهة لرئيس الوزراء، ويحاول أن يعطيه فيها دروساً في إدارة الاقتصاد في ظل الأزمة الحالية، بينما لم يوجه كتاباً واحداً لوزير الاقتصاد أو المالية..!!

 هذا من جهة، أما من جهة ثانية، يعتقد فارس الشهابي أن حلب ظُلمت كثيراً في عهد الأسدين.. وأن رئاسة الوزراء، على الأقل، يجب أن تكون من نصيب أبنائها، كونها باعتراف النظام، هي العاصمة الاقتصادية لسوريا.. فكيف تكون في هذا الموقع، ويتولى رئاسة الوزراء، أشخاص من العاصمة "الثورية"..؟!

أما النظام، فلا يزال يرى في فارس الشهابي، الشاب الأهوج والخفيف، وبأنه مسخرة، ولا يعرف كيف يختار المنابر التي يوصل عبرها صوته.. فتارة يلجأ إلى الصحافة الصفراء التي يشتريها بماله، وتارة يلجأ إلى "البعبعة" عن بعد  وأمام أصدقائه التجار..
 
لهذا أدرك فارس الشهابي هذا الأمر، وقرر أن يعيد الكرة من جديد، وعبر أرقى المنابر العلمية، عله يحظى بلفتة كريمة من النظام..   

ولعل انتقادنا لهذا المشهد نابع، ليس من فكرة أن المال والغباء هو من يحاضر بالعلم.. لأننا على قناعة، أن فارس الشهابي لم يعد صاحب مال، كما لم يعد أساتذة كلية الاقتصاد في جامعة حلب، الذين ارتضوا أن يكونوا جزءاً من هذا المشهد، أصحاب علم.. وإنما انتقادنا نابع من تساؤل: هل كان النظام سيسمح لفارس الشهابي أن يحاضر في أساتذة كلية الاقتصاد وطلبتها في جامعة اللاذقية، لو أنه طلب ذلك..؟!

باختصار، فارس الشهابي، حط كثيراً من مكانة وقيمة جامعة حلب وكلية اقتصادها، عندما فتحت له أبوابها ليحاضر في طلبتها وأساتذتها..

ترك تعليق

التعليق