اقتصاديات.. ع الدبكة يا بو فهد


استحوذت الصورة التي يظهر فيها رئيس مجلس شعب النظام، جهاد اللحام، وهو يدبك برفقة عدد من المسؤولين، احتفالاً بالانتخابات التشريعية القادمة، على اهتمام كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى تعليقات ساخرة، وبعضها شاتمة، من قبل عدد كبير من مستخدمي "فيسبوك"..

 وبعض المعلقين كانوا من كبار مسؤولي النظام سابقاً، كالدكتور نضال الشعار، وزير الاقتصاد الأسبق، والذي كتب على صفحته: "تحت أقدامكم دم وشهداء ودمار.. عيب.. عيب عليكن..".
 
أما البعض الآخر، فقد اعتبر تسريب هذه الصورة تحديداً، مقصود لذاته، والهدف منه القول بأن الأوضاع كما هي في سابق عهدها، وها هم كبار المسؤولين لازالوا يدبكون..

وعلى سيرة الدبك والرقص في المناسبات الانتخابية.. في آخر استفتاء رئاسي في التسعينيات من القرن الماضي، كان حافظ أسد قد نصب نفسه كـ "إله" على سوريا، لكنه بنفس الوقت كان يعاني من أمراض خطيرة، ولم يعش إلا فترة بسيطة بعد تلك الانتخابات.. لكن الحلقة المحيطة به، قررت أن يكون ذلك الاستفتاء بمثابة أفراح تعم البلاد كلها.. فأوعزت للأذلاء من أبناء السلطة بنصب الخيم في كل مكان وإقامة الاحتفالات فيها.. بينما كانت كاميرا التلفزيون تتجول بين تلك الخيام ناقلة أفراح الوطن..
 
في أحد تلك الخيام في مدينة دمشق، وبينما كان التلفزيون يبث مباشرة منها، دخل مجموعة من الشباب المتحمسين، وهم يهتفون.. ثم قام أحدهم بربط عدة الرقص على خصره، وأخذ أصدقائه يغنون له "حافظ أسد.. رمز الثورة العربية"، مع عزف على الطبلة..

وكان الشاب الراقص، يميل بمؤخرته يميناً مع كلمة حافظ أسد.. وشمالاً مع رمز الثورة العربية.. ولأن المشهد كان يبث على الهواء مباشرة في التلفزيون، أتت الأوامر فجأة لشباب المخابرات المتواجدين في الخيمة، بأن يتصرفوا وبسرعة.. فركضوا على الشاب الراقص وحملوه بعيداً عن أعين الكاميرا وبدؤوا بالدبك عليه، ثم بعد أن أوسعوه ضرباً وركلاً، رموه في بحرة الدوار القريبة من الخيمة، وكانت في منطقة البرامكة، ليغرق في مياه النافورة..
 
لا أجد فرقاً بين هذا الشاب وبين هؤلاء المسؤولين.. فذاك أوسعه رجال المخابرات ضرباً وركلاً، وهؤلاء أوسعهم الشعب السوري شتماً ولعناً.. والأهم من كل ذلك أن النظام لم ولن يتغير.. وع الدبكة يا بو فهد..

ترك تعليق

التعليق