نازحو قطنا يشرعون بالزراعة المنزلية.. بعد تفريغ مدينتهم الحيوية من سكانها الأصليين

يشرع المجلس المحلي بقطنا، مؤخراً، بتنفيذ مشروع يدعم الزراعة المنزلية للأهالي، الذين نزحوا عن المدينة إلى مناطق سيطرة الثوار بريف دمشق الغربي والغوطة الغربية، بسبب ممارسات قوات النظام وميليشياته.

ويأتي هذا المشروع بعد انتشار هذه الزراعة في المناطق المحاصرة، التي عانت من خطر "الموت جوعاً"، وخاصة بلدة مضايا، التي أحكمت قوات النظام ومسلحي حزب الله اللبناني الحصار عليها، في تموز/ يوليو 2015، بالتزامن مع معركة الزبداني.

وقال عضو المكتب الإعلامي للمجلس المحلي لمدينة قطنا، عمر الدمشقي، إن "المجلس المحلي يعمل على مشروع زراعة منزلية خاص بالمُهجّرين من أهالي مدينة قطنا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي للعوائل".

 مضيفاً: "نعمل عبر تشجيع الأهالي على العمل، من خلال توزيع الدعم على ما يقارب 100 عائلة من مُهجّري مدينة قطنا إلى المناطق المحررة".

وأضاف الدمشقي في تصريح لــ "اقتصاد"، أن "المجلس ينفذ هذا المشروع بدعم من الهلال الأحمر القطري، وإشراف جمعية غراس النهضة"، موضحاً أن "المرحلة الأولى نفذت خلال الستة أشهر الماضية، وحالياً يتم تنفيذ المرحلة الثانية لستة أشهر أخرى، بتكلفة بلغت ما يقارب مليون ليرة سورية في هذه المرحلة، للتجهيز فقط".

وأشار الدمشقي إلى أن مجلس قطنا يعاني من شح الدعم، ونقص الكوادر، في ظل احتياجات كبيرة للمواطنين والحصار المطبق والقصف العشوائي على مناطق سكنهم، حسب وصفه.

وكانت قوات النظام في البدايات استولت على ما يزيد عن 40 بيتاً في مدينة قطنا، بعد أن أُجبر ساكنيها على إخلائها تحت ذريعة أنها "بيوت لإرهابيين".

 ويخشى أهل المدينة من استمرار عمليات الإخلاء هذه، وتسليم البيوت لعوائل ضباط وعناصر النظام بما ينذر بتغيير ديموغرافي في المدينة.

 وتحيط بقطنا مساكن للضباط وعناصر الأمن، لذا زرع النظام نحو 40 حاجزاً عسكرياً فيها.

وتكاد المدينة تخلو من سكانها، فمن بقي من أهلها الأصليين لا تتجاوز نسبته 10%، بينما توزع الباقون بين المقابر والمعتقلات، ومناطق النزوح في المناطق المحررة واللجوء خارج البلاد، وانخرط قسم كبير من شبابها على الجبهات يذودون عن بقية مدن الريف الدمشقي، و"يحلمون يوماً بتحرير مدينتهم"، حسب المجلس المحلي.

وتوازي أهمية قطنا بالريف الغربي الجنوبي لدمشق أهمية الزبداني في الريف الشمالي الغربي، وربما تفوقها بسبب الأهمية العسكرية والتاريخية، حيث تحيط بقطنا ست قطع عسكرية، هي الفرقة العاشرة والحرس الجمهوري وحقل السواقة وحقل الرمي الكتيبة (68) واللواء (87)، إلى جانب كتائب المدفعية والدبابات، والمفارز الأمنية.

وتعرضت مدينة قطنا في ريف دمشق الغربي، منذ الشهور الأولى لانطلاق الثورة، لعمليات اقتحام عسكرية وحملات اعتقال بشكل متواصل، انتهت بالمدينة إلى وقوعها تحت احتلال مباشر من قوات النظام وميليشيات "الشبيحة"، فلم يجد أهالي المدينة بُداً من مغادرتها، لا سيما أن الاعتقالات طالت كل من تجاوز عمره سن 14 عاماً، حتى قضى العديد من شبان المدينة في معتقلات النظام تحت التعذيب.


ترك تعليق

التعليق