اقتصاديات.. الوزارة الهجينة

تشبه وزارة السياحة في حكومة النظام ذاك الشخص الذي يتواجد في المناسبات الحزينة ولا يحسن التصرف.. فهو يثرثر ويرغي خارج نطاق المناسبة وبما لا يتناسب مع مقامها.. وكلما نطق لفت انتباه من حوله وراحوا يتطلعون إليه شزراً عله يصمت و"يستحي على نفسه"، بينما هو يستمر بالتهريج.. وقلما يجرؤ أحد على طرده، ليس احتراماً لشخصه وإنما للمناسبة..

ففي غمرة الأحزان التي تعيشها سوريا، تخرج علينا وزارة السياحة كل يوم بفكرة مشروع تصلح للبلدان التي تعاني من وفرة في الاستقرار، ولا يشغل بالها سوى كيفية إضفاء بعض الرتوش النهائية على الكماليات..
 
ولا ندري إن كان مقصوداً من قبل النظام، أن تتواجد في أجهزته الحكومية وزارة بهذه المواصفات، لكن بحسب متابعتنا لأنشطتها، فهي ظلت خلال الفترة الماضية متوافقة مع مقام المناسبة، وأغلب مشاريعها كانت تتمحور حول القبور والأضرحة المقدسة والاهتمام بشؤون "اللطامين" من "الأشقاء" الإيرانيين والعراقيين..

لكن ما حدث مؤخراً أنها بدأت تخرج عن هذا النطاق، وراحت تطرح مشاريع وأفكار هجينة.. مثل إنشاء المنتجعات السياحية، وزيادة عدد المطاعم والملاهي الليلية.. وكان آخر هذه الأفكار، إنشاء استراحات على طرق السفر السريعة، على نمط الاستراحات الأوروبية، وقامت بالتوجيه بتنفيذها مباشرة..!!

ليس مستهجناً سلوك وزارة السياحة، بقدر ما عودنا النظام بأن هناك شخص واحد فقط من يحمل هذه المواصفات، وهو شخص بشار الأسد ذاته.. الذي مارس منذ بداية الثورة دور هذا الهجين الذي لا يحسن المقال في المقامات، وتسبب بدمار بلد بأكملها.. فهل "انجن" النظام وتحولت البلد إلى عصفورية بقيادة بشار..؟!، هذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة، من خلال التغييرات المدهشة التي أجراها النظام على مجلس الشعب، وبانتظار الحكومة الجديدة المرتقبة، والتي بحسب مراقبين، لن تكون أقل إدهاشاً..!!

ترك تعليق

التعليق