تنظيم الدولة يوقف دعم الليرة السورية

 أكدت مصادر مطلعة وتقارير إخبارية قيام تنظيم الدولة اﻹسلامية بتفعيل تدوال (الدينار اﻹسلامي الذهبي) في مناطق في الرقة ودير الزور، كما أكد (المرصد السوري لحقوق اﻹنسان) قيام التنظيم ببدء تداول الدينار يوم السبت 9/7/2016 في ريف دير الزور، حيث نقل المرصد عن "نشطاء" تابعين له قيام تنظيم الدولة الإسلامية ببيع النفط للتجار مقابل (الدينار اﻹسلامي الذهبي) بصورة حصرية، بالتزامن مع معلومات تم توثيقها حول قيام التنظيم ببيع الدينار الواحد البالغ وزنه أربعة غرامات ونصف الغرام مقابل /190/ دولارا لمحلات الصيرفة، على أن تقوم هذه اﻷخيرة ببيعه للتجار بسعر /190.50/ دولار.

وكان التنظيم قد فاجأ اﻷوساط المتابعة لتطورات اﻷوضاع في الشرق اﻷوسط منذ عام تقريباً (صيف 2015) بإعلانه بدء إصدار (الدينار اﻹسلامي الذهبي) في استكمال اقتصادي لأركان دولته المعلنة من طرف واحد منذ صيف عام 2014، والتي لم يوفر التنظيم من أجل فرض مشروعيتها طرق أي باب أو شغل أية زاوية، في إطار ما تهيئه له منظومته الفكرية بجوانبها: السياسية والقضائية والعسكرية والاقتصادية.

وهكذا وعلى الرغم من خسارته لكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها عسكرياً، فإن التنظيم ما يزال مقتنعاً على ما يبدو بقوة النفوذ السياسي لدولته، وﻷن الاقتصاد يتبع السياسة فإن تفعيل عمل (دينار الخلافة) في هذا الوقت العصيب من من عمر هذه الدولة، يأتي ضمن سياق تحد جديد ﻷعدائه، قد يجرهم به نحو المزيد من اﻹنفعال في التعامل معه.

 وإذا ما كان التنظيم قد أعلن عشية إصداره لديناره الذهبي العام الماضي، أنه استجابة لدواع اقتصادية يمكن وصفها بالعالمية، وأنه أداة مواجهة للنظام النقدي الدولي ذي الزعامة اﻷمريكية، الزعامة المتمثلة بسيادة عملة الولايات المتحدة الورقية (الدولار)؛ فإنه كان قد ألمح إلى اتخاذ هذا الدينار الذهبي ليلعب وظيفة ادخارية كمستودع للقيمة والمدفوعات الكبيرة في مواجهة محلية مع (الدولار اﻷمريكي) الورقي، بالتوازي مع كل وظائف العملة المحلية بمشاركة (الدرهم الفضي) وفئات نقدية صغيرة نحاسية (فلوس)، والتي قال أنه سيطرحها للتداول بصفة قانونية وإلزامية، لتأدية كل وظائف العملة المحلية التبادلية المرتبطة بقيم مختلف السلع والخدمات الاقتصادية والاحتياجات اليومية المعيشية، في مواجهة (العملات المحلية الوطنية) ولاسيما الليرة السورية التي انخفضت حينها إلى مستوى قياسي فوصل الدولار إلى 400 ليرة سورية رغم التدخل الروسي في نهاية أيلول/2015، إلا أن ذلك لم يتحقق وبقيت العملات الورقية متداولة في مناطق سيطرة التنظيم، ويتقاضى بموجبها الزكاة والرسوم، بل ويبيع بها نفطه، كما حصل قبيل شهر رمضان المنصرم بالنسبة لليرة السورية، وقد ساهم حينها بذلك في انتشالها من سقوط مريع.

وهكذا فإن استبعاد تنظيم الدولة اﻹسلامية لليرة السورية من سوقه النفطية، مع انتهاء شهر الزكاة والعسل الرمضاني، وإعادة فتح الطرق التجارية التي تحمل بضائع مدفوعة القيمة بالدولار بعيداً عن مناطق سيطرة النظام اﻷسدي، ومع سحب التنظيم لكميات كبيرة من الدولار عبر بيع الدينار الذهبي الذي يلقى إقبالاً كبيراً على ما يبدو، قد يسهم في عودة الليرة السورية إلى حلبة المصارعة مرة أخرى في تكرار لمعركة غير متكافئة بينها وبين القويين دائماً: الذهب والدولار، في اختبار مبكر للحاكم العلوي الجديد الذي وضع على رأس المؤسسة المصرفية في دمشق.

ترك تعليق

التعليق