اقتصاديات.. قمح


الفرق بين تيار "قمح" السياسي الذي يتزعمه المعارض هيثم مناع وبين محصول القمح الذي يزرع في سوريا، أن الأول لا يطعم خبزاً، بينما الثاني أصبح يطعم سياسة.. فكيف..؟!

باختصار شديد، من يقرأ بيانات النظام "المرتجفة" عن كميات القمح التي تم استلامها حتى الآن والبالغة أقل من 400 ألف طن للعام الثاني على التوالي، من أصل أكثر من 2 مليون طن هو الإنتاج المتوقع، يشعر بمدى المأزق الذي بدأ يعانيه وخصوصاً في ظل صعوبات في الحصول على هذه المادة بسبب العقوبات الاقتصادية والتي تزيد من تكلفة الاستيراد بمعدل الضعف.

وبلغة الأرقام، من المعروف أن سوريا أو المناطق التي تخضع لسيطرة النظام بحاجة إلى أكثر من مليون طن من القمح سنوياً، بينما هو استلم حتى الآن أقل من 400 ألف طن، سوف يذهب منها أكثر من 100 ألف طن لصالح مؤسسة إكثار البذار، ليتبقى منها أقل من 300 ألف طن.. ما يعني أنه بحاجة لاستيراد أكثر من 700 ألف طن بقيمة تقارب الـ 300 مليون دولار.

أما تيار "قمح" لصاحبه هيثم مناع، فهو حتى الآن كلف مناطق المعارضة خسارة الكثير من أسباب عيشها، من خلال دعمه في البداية لميلشيات صالح مسلم، والتي سيطرت بدورها على مناطق الإنتاج الفعلي للقمح في سوريا.

 وهذا يشير إلى أنه في العام القادم سوف يتقاتل النظام والمعارضة على استرضاء ميلشيات صالح مسلم للحصول على القمح.. والأقرب للحصول عليه هو النظام..

القمح هو عنوان المعركة السياسية في العام القادم، ومن يمتلكه  يمتلك أحد أبرز عناصر القوة.. ولنا في المنطقة الجنوبية أسوة حسنة، عندما استطاع الأردن أن يتحكم بمجريات الأمور هناك عبر كيس الطحين، لا أكثر ولا أقل..

ترك تعليق

التعليق