السيطرة على المحاصيل الزراعية.. تكتيك النظام في حربه الشعواء على داريا


يقول أبو إسلام، أحد قادة المجموعات في داريا، إن مساحة الأراضي المزروعة التي ذهبت عشية المعارك الأخيرة بلغت 175 دونماً.

ويتحدث هذا المقاتل عن هذه المسألة فيقول: "زرعنا في الشتاء الماضي حوالي 75 دونماً من القمح والشعير ثم زرعنا 100 دونم في هذا الصيف كوسا وباذنحان وخيار وبندورة، كانت المساحة المزروعة كلها في المنطقة الغربية والجنوبية من المدينة.. هذه المساحات كلها صارت في قبضة جيش النظام".

وكان نشطاء من داخل المدينة بثوا تسجيلات توضح حرائق كبيرة لمحاصيل القمح والشعير تعمد جيش النظام إشعال النيران فيها.

وأوضح أحد هذه التسجيلات التي بثت في بداية الشهر الماضي حريقاً كبيراً في محصول للقمح وقد هرع بعض الشبان لإطفائه بينما ظهرت مساحات سوداء ذات حجم كبير إلى جانب الحريق.

ويقول أبو إسلام: "كل المحاصيل الزراعية ذهبت أدراج الرياح، كان اعتماد الناس على الزراعة ولم يعد هناك مصدر للغذاء على الإطلاق".

يعمل خالد (22 عاماً)، كمقاتل على إحدى جبهات المدينة، ويقول خالد في اتصال مع "اقتصاد" متحدثاً عن وضع المدينة حالياً: "الوضع سيء من حيث انعدام الطعام والغذاء خاصة وأن جميع المحاصيل الزراعية إما حرقت وإما صارت في قبضة جيش النظام".

وأضاف خالد: "شخص واحد أو اثنان تمكنا من جني محصول القمح أما الباقي فلم يسعفه الوقت لذلك، لقد ضربت المحاصيل قبيل الحصاد بعشرة أيام تقريباً".

مقاتل آخر تحدث لـ "اقتصاد" عن الوضع العسكري في المدينة التي لم تتوقف فيها المعارك منذ شهرين، "لا يوجد مضاد للدبابات ولا للكاسحة وهي آلية ضخمة جداً يستخدمها النظام في إزالة السواتر الترابية وتمهيد الطريق للدبابات والجنود خلال عملية الاقتحام"، يقول محمد.

ويضيف: "خطة النظام تشتمل على السيطرة على الأراضي الزراعية لتجويع الناس وإحكام القبضة على النقاط الواقعة في الجبهة الجنوبية ووصلها بنقاط الجمعيات الواقعة في المنطقة الشمالية من المدينة".

ويختم محمد: "وبهذا يتمكن النظام من حصر المقاتلين في الأبنية السكنية".

ترك تعليق

التعليق