أزمة خبز في الحسكة.. والكهرباء في "قفص الاتهام"

عادت مشكلة نقص الخبز لتسجل حضورها القوي خلال الأيام الماضية، في مدن وبلدات الحسكة، وحتى في قرى الريف البعيد، ولم تمض أسابيع على موسم الحصاد، مع استمرار عمليات استلام محصول القمح بمراكز الحبوب من الفلاحين.

قال الناشط محمود الأحمد، إن الشركة العامة للمطاحن متعاقدة مع مطاحن مانوك، والجزيرة والخابور، وهي مطاحن مكلفة بإنتاج قرابة 400 طن من الطحين يومياً، لسد حاجة مخابز مدن المحافظة من الطحين، لكن إنتاج هذه المطاحن تراجع إلى النصف بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مضيفاً أن الشركة تعاقدت أيضاً مع مطحنة الهدى الخاصة بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 طن للمساعدة في تغطية النقص، لكن الأزمة ما زالت مستمرة.

وأشار الناشط في حديث لـ "اقتصاد" إلى أن توقف مخبز الحسكة الأول خلال الأيام الماضية، إلى جانب توقف المطاحن عن العمل بغرض الصيانة، حسب ما ذكروا، أدى إلى توسع الأزمة وشح كمية الخبز المنتجة والمطروحة.

من جانبه ذكر "أبو عزيز"، أحد سكان مدينة القامشلي، أن شقيقه لديه معرفة مع عنصر من قوات النظام، يؤمن له الخبز بسعر 150 ليرة بينما حدد السعر الرسمي للربطة (14 رغيفاً) بـ 100 ليرة سورية.

وأضاف الرجل، أنه مع بعض الجيران كانوا يذهبون في الساعة 2 فجراً إلى المخبز الآلي للحصول على الخبز بالسعر المحدد، فيما يشترونه من "السوق السوداء" كل 14 رغيفاً بسعر 300 ليرة سورية، لافتاً إلى أن بعضهم يلجأ لشراء الخبز المدعوم (خبز سميك) كل 3 أرغفة بسعر 100 ليرة، وفي الأزمة الحالية ارتفع سعر الرغيفين إلى 100 ليرة.

 وأوضح "أبو عزيز"، لـ"اقتصاد" أن ربطة الخبز الواحدة وصل سعرها في ريف القامشلي الجنوبي، وبالتحديد بلدة "تل حميس" إلى 250 ليرة سورية، حتى بات طحين "الزيرو" (غير مخصص للخبز)، يباع بسعر 150 ليرة لكل 1 كغ، فيما يعد النظام والإدارة الذاتية الناس بحل الأزمة خلال أيام من خلال توفر الطحين ومولدات للمخابز.

 ووصل مجموع الكميات المسوقة من محصول القمح إلى مراكز الاستلام التابعة لفرع المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في القامشلي إلى 441،334 طناً، حسب ما أعلنته المؤسسة ذاتها في وسائل إعلامية تابعة للنظام، فيما قدرت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي إنتاج الحسكة لهذا العام بنحو 700 ألف طن.

يشار إلى أن مدير فرع المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في القامشلي، عبيدة عبد الحميد علي، أعلن في بداية العام الجاري، أن المؤسسة شحنت 524، 266 طناً من قمح الحسكة إلى المحافظات الأخرى، دون أن يوضح آلية النقل وتفاصيلها باعتبار أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر على جميع الطرق الواصلة بين هذه المحافظة ومناطق سيطرة النظام في محافظات أخرى.