اقتصاديات.. درغام وميالة، وجهان لبطاقات الرهونجي


الفرق بين دريد درغام الحاكم الجديد لمصرف النظام المركزي، وبين أديب ميالة الحاكم السابق، هو كالفرق بين بطاقات الرهونجي، وبطاقة طارق بن زياد، لصاحبهما، رجلي الأعمال الدمشقيين الشهيرين، زياد وعماد الرهونجي..

 فهما يُنتجان في نفس المعمل ومن نفس الورق ونفس المصممين، والفارق الوحيد بينهما أن هذه البطاقة اسمها طارق بن زياد وتلك اسمها الرهونجي..

 وزيادة في "البجاحة"، قام الرجل بافتتاح صالات مختلفة لكل نوع من البطاقات وكذلك عمل دعايات تلفزيونية تنافسية بين البطاقتين، كي يوحي أن أحدهما تختلف عن الأخرى..

والمضحك أن الناس اقتنعت أن هذه تختلف عن تلك..!! 

ونفس الشيء بالنسبة لدريد درغام وأديب ميالة، لكل من يسأل عن الفرق بين سياسة الرجلين في إدارة المصرف المركزي.. إذ أن ميالة كانت سياسته تقوم على التدخل في الأسواق عبر شركات الصرافة، أما دريد درغام فقد أعلن أن التدخل في الأسواق أصبح عبر المصارف.. فما الفرق في هذه الحالة بين بطاقة الرهونجي وبطاقة طارق بن زياد..؟، أو بصورة أدق، ما الفرق بين التدخل عبر المصارف أو شركات الصرافة..؟
 
قام في الفترة الماضية عدد كبير من الاقتصاديين، وبينهم وزيرة الاقتصاد السابقة لمياء عاصي، بالإثناء على التوجه الجديد للمصرف المركزي، واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن دون أن تقول لنا الفارق بين الاتجاهين وارتداداته السلبية والإيجابية على الاقتصاد بالدرجة الأولى، وسعر الصرف بالدرجة الثانية.. ومثلها فعل الجميع.. فما الفرق إذاً..؟ 

لا أخفيكم أنني أمضيت ساعات إن لم أقل أياماً وأنا أبحث عن الفرق بين حصر التدخل بالدولار في شركات الصرافة أو عبر المصارف.. فلم أجد سوى الفرق الذي تحدثت عنه بين بطاقات الرهونجي وبطاقات طارق بن زياد.. بدليل أن الكثير من دول العالم ومنها بريطانيا مؤخراً، عندما شعرت باحتمال انهيار عملتها لدى انسحابها من الاتحاد الأوروبي قامت بالضخ في الأسواق عبر شركات الصرافة والبنوك بنفس الوقت.. ومثلها فعلت مصر عندما انهار الجنيه المصري في الأشهر الماضية.. والكثير من الدول تفعل نفس الشيء دون أن يثير ذلك خلافاً أو أن تكتب الصحافة أو يعترض المحللون الاقتصاديون على مكان الضخ، المهم في القضية هو توفير السيولة من القطع الأحنبي للناس.. حتى أنه في أوروبا لا يوجد شيء اسمه شركات صرافة.. وإنما هي عبارة عن مكاتب صغيرة تقوم بعمليات التحويل البسيطة..

باختصار، إن النظام على ما يبدو، أعجبته الفكرة، ويريد أن يقنع جمهوره أن بطاقات الرهونجي تختلف عن بطاقات طارق بن زياد.. وهو يراهن على أن الناس وعلى رأسهم كبار الاقتصاديين، لازالوا مقتنعين أن هذه تختلف عن تلك..!!، لهذا يبدو مطمئناً لهذا التسابق الدائر بين الاقتصاديين للقول بأن دريد درغام يختلف عن أديب ميالة.. بينما لم يلاحظ أحد أن كليهما وجهان لبطاقات الرهونجي.. 


ترك تعليق

التعليق

  • توضيح
    2016-07-28
    ارجو من الاستاذ كاتب المقال وضع المعلومة الصحيحة والتأكد منها فبطاقات طارق بن زياد لصاحبها السيد زياد الرهونجي هي غير بطاقات الرهونجي لصاحبها السيد عماد الرهونجي وكل واحد له مصنعه وموظفيه الخاصين به .وجب التوضيح