في عالم خياطة "أغطية الصلاة والحجابات" بالأردن..لماذا نجح علي وفشل سوريون آخرون؟


لمشاهدة الفيديو اضغط هنا


علي الشيخ علي، سوري من جسر الشغور، أحب مهنة الخياطة وبرع بها، فكان له مصنعه الخاص وهو في الـ 15 من العمر.. بعدها بسنوات مرّ الاقتصاد السوري بركود قوي وخاصة حلب في عام 2004، وأصبح دخله كصاحب منشـأة يتساوى مع العمال الذي لديه، فرأى أن لا فائدة من الاستمرار مما دعاه للتفكير بالخروج إلى الأردن.

بدأ عمله في الأردن يعمل بأجر في أكثر من مصنع للخياطة، ذاع صيته لمهارته وسرعة إنجازه وقدرته على خفض الهدر أثناء قص القماش إلى الصفر، كان الراتب الذي يتقاضاه يساوي دخله حينما كان صاحب مصنع في حلب.

استمر بالعمل حتى عام 2011 بنفس الوتيرة، وحينها فكر بالنزول إلى سوريا وافتتاح معمل كبير، إلا أن بداية أحداث الثورة السورية دعته للتراجع والتفكير بالاستقلال بمشروعه الخاص في الأردن، بعد أن أصبح لديه معارف وخبرة جيدة في السوق.

 افتتح مصنعه وتخصص بصناعة "لباس الصلاة، الحجاب، الشالات"، الذي عرف أنه يمكن أن ينافس بها لأنها لا تستورد من الصين، فقط القماش يأتي من هناك.

بدأ خطوته الأولى بالحصول على سجل تجاري وكانت حينها شروط الاستثمار بالنسبة للسوري بسيطة ومنها أن يودع في البنك 50 ألف دينار أردني كسيولة، وبهذا أخذ بعض الميزات التي تأهله أن يكون صاحب معمل للخياطة.

يصف علي بأن معظم الذين يعملون بهذه المهنة هم سوريون، ولا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، أما هو فتكون منافسته بجودة قطعته التي يصنعها، وأرباحه القليلة التي يضعها على القطعة الواحدة، فتاتي أرباحه في الكميات الكبيرة.

أضاف علي أن هناك كثيراً من رجال الأعمال السوريين الذين دخلوا إلى الاردن بعد الثورة، وأرادوا الاستثمار بهذا المجال، إلا أنهم، في معظمهم، لم يستمروا، وتكبدوا خسائر كبيرة، في حين استمر القليلون، ومنهم علي، والسبب حسب تفسير محدثنا، يعود إلى أمور كثيرة، أهمها معرفة كيفية العمل في السوق الأردني، وصعوبة المنافسة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فشراء القماش بأسعار منافسة وكميات كبيرة هو الخطوة الأولى للنجاح، وحسب تعبيره "الشطارة بالمسواق".

إضافة إلى المهارة باستغلال كافة القماش واستخراج أكبر عدد من القطع، وهذا ما شرحه علي، فالهدر في القماش على الكميات الكبيرة يصبح مشكلة وهو يحدد الفرق بين الربح والخسارة، فهو مشهور بحرفته، وقطعة القماش التي يقص منها علي 5 ألبسة صلاة، غيره لا يقص منها إلا 3 فقط، إضافة إلى أن الذي يريد أن يبدأ عملاً يأتي بكميات صغيرة ليجرب السوق، فلا يستطيع الحصول على أسعار منافسة، وبالتالي تكلفة القطعة تكون عليه أعلى، فيقل ربحه، ولا يستطيع المنافسة، وإن أراد جلب كميات كبيرة، هذا يحتاج لرأس مال ضخم جداً، أما علي، فهو ممن استمروا، ولهم اسمهم في السوق، الذي يخولهم أن يأخذوا القماش ويدفعوا ثمنه بعد البيع، إضافة لتوفر زبائن لهم، وسوق تصريف لبضائعهم.

والأهم، هو صعوبة أن يكون رجل الأعمال مستثمراً، اليوم، في الأردن، فهو بحاجة إلى 250 ألف دينار أردني، وهذا رقم ضخم جداً.

 أما علي، فيفكر بأن يتقدم خطوة ليصبح مستثمراً، وهذا له شروطه، وهي أن تكون له منشأة في منطقة صناعية، وأن يشغل نصف العمال من السوريين والنصف الآخر من الأردنيين، مع حرص علي على تشغيل اليد العاملة السورية لمهارتها ودقتها في العمل.

علي الشيخ علي، استطاع الاستمرار بعمله في وقت اقتصادي عصيب وفي بلد تأثر كثيراً بما يحصل في سوريا التي كان يعتمد عليها في كثير من المنتجات والصناعات، فالمنافسة فيه صعبة جداً بسبب إغراق الأسواق بالبضاعة الصينية، وصعوبة الاستثمار.. من ناحية أخرى يأمل علي أن يستمر في منافسته بجودة قطعته وسعرها، وأن يتقدم إلى الأمام، ويعود لسوريا الحرة يوماً ما، ليكمل عمله.


ترك تعليق

التعليق