السوري مو شحاذ.. حملة لمحاربة ظاهرة التسول بجوازات سفر سورية في باريس


ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار المتسولين نساءً ورجالاً وأطفالاً، ممن يدعون أنهم سوريون، ويستخدمون جوازات سفر سورية مسروقة أو مشتراة في العاصمة الفرنسية باريس، وضواحيها، وعدة مدن فرنسية أخرى، وبخاصة داخل المترويات وفي الميادين العامة.

 ويرفض هؤلاء ممن ينتمي أغلبهم إلى جنسيات عدة من أفغان وباكستانيين ورومان وغجر وبعض السوريين، مساعدة الجمعيات والبلديات في فرنسا، التي تتكفل عادة بمثل حالاتهم، مفضّلين ركوب موجة الحاجة واللجوء.

وللتصدي لهذه الظاهرة التي تعكس صورة غير لائقة عن السوريين، نظّم سوريون مقيمون في باريس حملة بعنوان "السوري مو شحاذ".

 وأشار "عمر الخطيب" أحد منظمي الحملة لـ"اقتصاد" إلى أن "الحملة لا تهدف إلى معاداة هؤلاء المتسولين بل هدفها مساعدتهم لتحسين أوضاعهم بكل الطرق القانونية والأخلاقية، ومساعدتهم في التوقف عن تشويه صورة السوري في فرنسا، فالسوري كرامة ومدعاة فخر وليس شفقة، ومن أراد منهم غير ذلك فليفعله بغير اسم سوريا".

ويتواجد المتسولون عادة في محطات القطار الرئيسيّة وعند مداخل المدينة وأبوابها تماماً، كالإعلانات المؤثرة في باريس، لكنهم أيضاً يتواجدون-كما يقول محدثنا- في ليون وستراسبورغ وفي محطات (مونبرناس وسانت لازار وشاتليه)، ويتصفون بطباع عدوانية.

 ويؤكد محدثنا أن بعض هؤلاء المتسولين تعرضوا لناشطي الحملة بالضرب عدة مرات وكل ذلك موثق في فيديوهات منشورة على صفحاتهم. وتابع محدثنا: "لدى محاولة نصح هؤلاء المتسولين أو فهم أسباب تسولهم من قبل الناشطين غالباً ما يهاجمونهم ويتهمونهم بتخريب البلد".

ونوّه محدثنا إلى أن حملة "السوري مو شحاد" لا تعني بأي حال من الأحوال ممارسة فوقية تجاه الآخرين، إنما موقفها موجه لـ"عصابة" بعينها-حسب وصفه- ومنع هؤلاء من استخدام الصفة السورية، كالجواز واللافتة الموحدة التي تكتب عليها "عائلة سورية".

(متسولون يدعون أنهم ينتمون لعائلة سورية)

وأضاف عمر الخطيب: "فلا أحد من اللاجئين السوريين في هذه المدينة يتسول بهذا الشكل والأهم أن هناك من يستفيد ويروج لهذه الصورة المشوهة وما تكمله من صور مشوهة أخرى، كالسوري إرهابي والسوري فاسد، وهو أمر مرفوض بالمطلق فالسوري ليس رهين محابس الإعلام والحماقة، بل هو رهين كرامته وحريته فقط".

وحول طبيعة الحملة والنشاطات التي تتضمنها أوضح الخطيب أن "الحملة الآن في مرحلة طرح المشكلة أمام الجميع من منطلق الوضوح والشراكة وذلك عبر الاعلام للانتقال مباشرة إلى الإجراء القانوني المتاح في فرنسا".

 ولفت محدثنا إلى أن السلطات الفرنسية لا تمنع الشحاذين هنا ولكن سيتم الطلب منهم لإيقاف الشحاذين الذين يستخدمون جوازات سفر سورية لاستدرار التعاطف والشفقة، وسيتم نقل هذا الموقف إلى الإعلام والقضاء. وأشار محدثنا إلى أن "مطلب الحملة بسيط: "ليشحدو كغيرهم باسم الحاجة والفقر-رغم كذبهم- ولكن من غير صفة سورية، لأن السوري ليس شحاذاً".

 واستدرك الخطيب: "لا يعقل أن يكون استغلال مأساة بلد من قبل شريحة مدانة، وتشويه صورة أبنائها، والتشهير بجنسيتهم -وهي محل فخر كغيرها وليست محل صدقة- أمراً مقبولاً في القانون هنا".

وفيما يتعلق بصدى الحملة ومدى تفاعل الفرنسيين معها أوضح محدثنا أن "وسائل الإعلام الفرنسية سلطت الضوء على جوانب من نشاطات الحملة، وكان تجاوب الفرنسيين كبيراً –كما يقول- بوصفها مسألة تتعرض لكرامة الآخرين بشكل كبير وهذا مرفوض لديهم في فرنسا (أرض اللجوء) France Terre d'Asile حتى أن إحدى الضيفات وهي مطلعة على الظاهرة وصفت المتسولين بأنهم مافيا".

وأشار الخطيب إلى أن "اللاجئين هم أكثر من حاول مساعدة هؤلاء المتسولين من مبدأ أن "الناس لبعضها" ولكنهم للأسف أكثر من تعرضوا لأذاهم". وتابع أن "التجاوب من قبل اللاجئين السوريين كان كبيراً في دعم الحملة والتفاعل معها لأن الاحتجاج مُحِق ويلمس كرامتنا جميعاً"، لافتاً إلى أن "المسألة محليّة بما يخصّ متسولي باريس ولكنها عامة بما يخص صورة السوري وكرامته أينما كان".

ترك تعليق

التعليق