الحسكة.. احتكار "الذاتية" للمحروقات يشعل أسعارها ويُلهب السوق السوداء


تصاعدت أزمة شح الوقود في مدن وبلدات الحسكة، عقب قرار إدارة "حزب الاتحاد الديمقراطي" القاضي باحتكار بيع المشتقات النفطية، بالتزامن مع موجة برد قاسية ترافق مع هطول الثلوج والأمطار في مناطق المحافظة عامة.

وقال أحد سكان المنطقة، "ن، د"، إنه حصل على 40 لتراً من المازوت المصفى بشكل بدائي "عويك"، من إحدى "البسطات"، بسعر 125 ليرة سورية لكل لتر، مشيراً إلى ان هذا المازوت من أدنى النوعيات الموجودة جودة وله رائحة كريهة جداً، ولا يستخدم سوى للتدفئة.

وأضاف في اتصال مع "اقتصاد"، إنه مجبر على شراء هذه النوعية بسبب عدم توفر المازوت في السوق بعد قرار "الإدارة الذاتية" احتكار بيعه ورفع أسعاره إلى 40 ليرة سورية، لكن النوعية الجيدة المعروفة بـمازوت "الآبوجية" أو (YPG)، وصل سعر لترها إلى 175 ليرة سورية، أي أكثر بـ 135 ليرة من السعر المحدد.

بدوره، قال موظف في إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي"، فضل عدم ذكر اسمه، إن المحروقات غير متوفرة حالياً بسبب زيادة الطلب وخاصة مادة المازوت بالتزامن مع موجة البرد الحالية.

وأضاف أن مادة البنزين أيضاً قليلة ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في السوق السوداء إلى 150 ليرة، فيما ترى السيارات والدراجات النارية تصطف في طابور بطول 2 كم تقريباً، يمتد من أمام محطة الوقود بمدينة رأس العين (كازية الرابطة)، إلى الحاجز المنصوب بمدخلها.

وأكد عدد من السكان أن المنطقة الواقعة في الريف الغربي لمدينة رأس العين لا تتوفر فيها المحروقات نهائياً، لذا فهم يأتون إلى مدينة رأس العين في محاولة لتأمين كميات من المازوت سيء النوعية (مخلوط) بسعر 125-150 ليرة بهدف استخدامها بالتدفئة، لكن أصحاب سيارات الأجرة أيضاً أخذوا برفع أجور الركاب ما يعيق حركتهم.

وذكروا لـ "اقتصاد" أن أجرة نقل الراكب بين مدينتي رأس العين والحسكة ارتفعت من 300 إلى 350 ليرة سورية، فيما ارتفعت أجور النقل بين رأس العين وبلدة "الدويرة" من 50 إلى 100، وبين "رأس العين" وبلدة "تل تمر" من 200 إلى 250، وبين "رأس العين" وبلدة "المناجير" من 150 إلى 200، وبين مدينة الحسكة وبلدة "المناجير" من 250 إلى 300 ليرة سورية.

وكانت "إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي الذاتية" أصدرت قراراً الشهر الماضي، يقضي بحصر توزيع استلام المحروقات من الحراقات بشركة "محروقات الجزيرة" (سادكوب)، كما يقضي برفع سعر لتر المازوت من 35 ل. س إلى 40 ل.س، وسعر لتر البنزين من 50 إلى 75 ل.س، ما أدى إلى نقص الكميات المطروحة بالأسواق وتصاعد بارتفاع الأسعار في السوق "السوداء".

ترك تعليق

التعليق