"اقتصاد" يرصد سوق المواشي في الحسكة.. ويبحث في أسباب ركودها


شهدت أسواق المواشي في الحسكة ركوداً هو الأول من نوعه، خلال الأشهر الماضية، تسبب بتراجع أسعار المواشي وخاصة الأغنام نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة الطلب، إضافة إلى انتشار الأمراض وغلاء الطب البيطري والأدوية القليلة أصلاً في المراكز البيطرة المنتشرة في ريف الحسكة.

وفي اتصال مع "اقتصاد" قال تاجر أعلاف قرب سوق الغنم غربي مدينة رأس العين، إن ركود سوق الماشية مرتبط بأسعار الأعلاف والتي ارتفعت إلى حد كبير مقارنة بالقدرة الشرائية للمربين، خاصة أنها حالياً لا تأتي من حلب.

وتابع التاجر قوله إن أسعار المواشي تتأرجح بين المتوسط والجيد، لكن تحديد السعر لا يفيد حين يحجم الناس عن الشراء، نتيجة خوفهم من ارتفاع تكلفة تربيتها، بسبب ارتفاع أسعار العلف، وشح المراعي خاصة مع تأخر موسم الأمطار، ومساهمة موجات الصقيع في إعاقة نمو النباتات والحشائش الحولية وحتى المحاصيل والتي يعتمد عليها الناس بشكل عام لرعي الأغنام.

وحسب التاجر فإن أسعار 1 كغ من الأعلاف في أسواق الحسكة على النحو التالي:

التبن 70 – 80 ليرة سورية وبات يمنع نقله إلى الرقة حيث يباع بـ 140 ليرة.

شعير 110 -113 ليرة سورية.

قمح 110-120 ليرة سورية.

ذرة صفراء 115-150 ليرة سورية.

الخبر اليابس 165 ليرة سورية.

نخالة 125 ليرة سورية.

العلف المركب من عدة أنواع ارتفع من 14 سابقاً إلى 145 ليرة سورية حالياً.

وفي المقابل تدنت أسعار الأغنام مقارنة بأسعارها في مثل هذه الفترة من العام الماضي، فيتراوح سعر النعجة الحلوب بين 50 – 60 ألف ليرة سورية، ويبلغ ثمن رأس الماعز الحلوب وسطياً 35 ألف ليرة، فيما يبلغ سعر الخاروف الذكر بالوزن القائم 1300 ليرة سورية لكل 1كغ، ويبلع ثمن 1كغ من لحم أنثى الضأن 900 ليرة سورية من الوزن القائم، ويبلغ ثمن الجدي (صغير الماعز) 13-20 ألف ليرة.

ويساهم انتشار الأمراض في إحجام التجار عن شراء المواشي خشية فقدانها خلال فترة انتظار ارتفاع الأسعار في الربيع القادم. وأبرز الأمراض التي تصيب الأغنام في المنطقة، القلاع والباسترلا وغيرها، إضافة لعدم توفر الأدوية والرعاية البيطرية اللازمة، إلى جانب وجود أدوية قليلة الفاعلية لفسادها.
 
الأبقار تعتبر أفضل حالاً، ويصل ثمن البقرة الحلوب الواحدة ما بين 600 – 800 ألف ليرة، حسب حجمها، وصحتها وسلامتها، أو قرب موعد ولادتها، أمّا الحائل فهي أرخص.

المربي "حج علي"، حاول بيع 20 رأساً من قطيعه، جلبه إلى سوق الغنم (الماكف) برأس العين 4 مرات لكنه لم يبع رأساً واحداً منها، فأغلب الأحيان لا يجد من التجار أو المشترين من يساومه على سعر أي منها، فيعود إلى قريته وقد خسر بضعة آلاف أجوراً لسيارات النقل، على حد قوله.


وذكر الحاج علي أنه في إحدى المرات عرض عليه تاجر شراء قطيعه بسعر 13 ألف ليرة لكل رأس من الغنم، لكنه لم يبع القطيع لأن الرأس كلفه كثمن 25 ألف ليرة، إضافة إلى علف وأدوية بيطرية 10 آلاف عن كل رأس، عدا عن التربية والمراقبة والتعب في مداراتها.

وأشار إلى أنه حاول بيعها مؤخراً في سوق الغنم بمنطقة "السيكرات" بين رأس العين والدرباسية، لكنها عاد دون أن يبيع رأساً واحداً من أغنامه.

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أعلن في 8 شباط/فبراير الجاري أنه ساعدة ٢٤٣ عائلة متضررة تعيش في المناطق الريفية في الحسكة على توليد الدخل من خلال توزيع المئات من رؤوس الأغنام.

ترك تعليق

التعليق