في مدينة السلمية.. المازوت بالقطارة، والبنزين تهريب، والغاز واسطة


أرخت أزمة الوقود والمحروقات بظلالها على مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة مع دخول موسم الشتاء القارس، وانعكست هذه الأزمة على حياة الأهالي اليومية من نقل وتدفئة. فمع ساعات الصباح الأولى تكتظ محطة النقل الرئيسية بمئات الأشخاص الذين يضطرون للانتظار طويلاً لركوب حافلات تقلهم إلى أماكن أعمالهم وقد يعودوا خاليي الوفاض بسبب عدم تمكن أصحاب هذه الحافلات من تعبئتها بمادة المازوت، مما دعا صفحة "سلمية مباشر" المؤيدة للنظام، إلى التعليق بسخرية على هذه الأزمة المستفحلة قائلة: "المازوت بالقطارة.. البنزين تهريب.. الغاز واسطة.. الكهربا بح لا.. وإذا شربت حشيش بيحاسبوك!".

وأفاد ناشط –فضّل عدم ذكر اسمه- لـ"اقتصاد" أن مدينة السلمية تفتقر إلى مادة المازوت التي كانت توزّع بشكل نظامي سابقاً بينما يفترش باعة صغار الأرصفة ونواصي الشوارع اليوم، ويبيعون ليترات البنزين أو المازوت بأسعار خيالية بعد الحصول عليها من مصادر غير معروفة.

 وأكد محدثنا أن شبيحة المدينة وما يُعرف بالدفاع الوطني واللجان الشعبية يتحكمون باستجرار المازوت الحر تحت أنظار النظام وبرضاه لأنه يسعى لإذلال أهالي السلمية وبخاصة المعارضين منهم بكل الطرق الممكنة مشيراً إلى أن أهل السلمية باتوا بين معارض معتقل أو مراقب أو في السجن أو مسافر.

 وأردف محدثنا أن "النظام يحاول إذلال أهل السلمية بلقمة عيشهم وحاجاتهم اليومية ليشعروا بأنهم كانوا بنعم قبل الثورة وأن الثورة هي سبب الحال المزري الذي وصلت إليه المدينة، علماً أن أغلب الشعب يعرف أن النظام يلعب من تحت الطاولة"، حسب وصفه.

ولفت محدثنا إلى أن أسعار المازوت ارتفعت في المدينة بشكل جنوني إذ وصل ثمن البدون إلى أكثر من 9 آلاف ليرة وهو ما يساوي أكثر من ثمن برميل بسعة 100 لتر قبل سنوات، علماً أن البدون-كما يقول- لا يكاد يملأ طاسة ونصف.

ودفع هذا الوضع الغالبية من أبناء المدينة-بحسب محدثنا- للاستغناء عن هذه المادة في التدفئة والاستعاضة عنها باستخدام النفايات من بلاستيك وورق وخشب وكرتون والألبسة البالية والأحذية غير المستخدمة وأي شي قابل للاحتراق في تشغيل المدافىء، في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء، وغلاء أسعار الحطب أيضاً إذ وصل ثمن الكيلو 80 ليرة تقريباً بسبب عدم وجوده بالقرب من مدينة السلمية، وبدأ البعض –كما يقول- باستخدام تفل زيت الزيتون وهي البقايا والمخلفات بعد عصر الزيتون، حيث يبلغ ثمن القرص الواحد 70 ليرة سورية يكفي للتدفئة لمدة ساعتين ولكنه متوفر لفترة مؤقتة بسبب زيادة الطلب عليه وقلة عصر الزيتون في منطقة السلمية.

 ويلجأ أهالي المدينة إلى استخدام هذه المواد رغم ما تشكله من خطر وتلوث بغاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يعد من الأسباب الرئيسية للسرطانات والربو وخصوصاً لدى كبار السن والأطفال.

وتُعرف مدينة السلمية ببردها الشديد باعتبارها من المناطق المتاخمة للصحراء.

ترك تعليق

التعليق