ريف حمص الشمالي.. مطالب بنقل مياه العاصي إلى أقنية للري، وفكرة لشاب تحتاج جهةً للتبني


طلب عدد من المزارعين بريف حمص الشمالي المحاصر من الجهات المعنية بوزارة الزراعة التابعة للحكومة المؤقتة، إيجاد طريقة هندسية من أجل نقل جزء من مياه نهر العاصي، الذي يمر من الجهة الغربية في معظم بلدات الريف الشمالي، إلى أقنية الري الموجودة في الأراضي الزراعية لمدينتي تلبيسة والرستن وقريتي الفرحانية والغجر، بهدف زيادة الرقعة الزراعية، التي بدأت تنحسر بشكل مخيف منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011.


وأفاد مراسل "اقنصاد" في حمص أن النظام قطع في العام الأول من الثورة السورية، مياه ساقية الري بهدف معاقبة القرى الخارجة عن سيطرته بريف حمص، مضيفاً أن المساحات المزروعة على ضفتي نهر العاصي في قرى "الدار الكبيرة" و "الغنطو" و "تيرمعلة"، قليلة جداً، ولا تتجاوز 500 دونم.


وقال المزارع "أبو فراس"، من مدينة تلبيسة، في تصريح لمراسل "اقتصاد" في حمص، إن هناك حوالي 20 ألف دونم مزروعة بالقمح المروي، وتحتاج إلى سقاية واحدة أو أكثر في شهري نيسان وأيار، لكي تعطي إنتاجاً مقبولاً، مضيفاً بأن 90% من المزارعين المحاصرين بريف حمص، لا يستطيعون شراء الوقود اللازم لتشغيل الآبار وسقاية محصولهم من القمح أو الخضروات الصيفية، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الدونم إلى أقل من النصف ووقوع الفلاح بخسارة كبيرة بنهاية الموسم الزراعي.


من جانب آخر علم موقع "اقتصاد" أن الشاب حامد العبدالله، أحد سكان ريف حمص الشمالي، قدّم اقتراحاً، للمجالس المحلية والهئيات الثورية في ريف حمص الشمالي، يهدف إلى نقل جزء من مياه نهر العاصي، المار بالجهة الغربية من الريف الشمالي، عبر قناة مائية إلى سواقي الري الموجودة شرق نهر العاصي بحوالي 5 كيلومترات، وتغطي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في تلبيسة والرستن.
 
وتقوم فكرة الشاب حامد، على ضخ المياه من نهر العاصي عبر مضخات وأنابيب إلى مجمع يقوم بتوزيع المياه في أقنية الري.

 وعلم مراسل "اقتصاد" أن فكرة الشاب حامد قابلة للتنفيذ، فالارتفاع بين منسوب نهر العاصي من الجهة الغربية ومنسوب أقنية الري ليس كبيراً، لكنه بحاجة إلى جهة رسمية بالحكومة المؤقتة لتنفيذه، وهذه الجهة هي وزارة الزراعة، والتي مقرها أيضاً بريف حمص الشمالي، ولا تبعد سوى 15 كيلومتراً عن مسار نهر العاصي.


العاصي لمعاقبة المحاصرين

الجديد ذكره أن النظام، استخدم نهر العاصي عدة مرات خلال سنوات الثورة السورية لمعاقبة المزارعين والسكان المحاصرين بريف حمص، فمرة عمد إلى فتح سد بحيرة قطينة لإغراق المحاصيل الزراعية في القرى المحاصرة بريف حمص الشمالي، متبعاً سياسة التجويع للمحاصرين، وعندما فشلت خطته الأولى، قام بإغلاق سد بحيرة قطبنة بشكل كلي، حيث انخفضت غزارة نهر العاصي إلى ما دون 3 أمتار مكعبة بالثانية، ما أدى إلى يباس كافة المحاصيل الزراعية على ضفتي النهر في قرى الدار الكبيرة والغنطو وتير معلة وانخفاض منسوب المياه في الآبار التي يعتمد عليها المزارعون بسقاية محاصيلهم.


نهر المقلوب

بقي أن نشير إلى أن نهر العاصي، ينبع من منطقة "لبوة" في سهل القاع اللبناني، على ارتفاع 910 أمتار  عن سطح البحر، طوله 571 كيلومتراً، متوسط غزارته ما بين ( 388  - 11 متر مكعب في الثانية)، يمر في سوريا ويصب في البحر المتوسط عند خليج السويدية في تركيا. سُمّي بأسماء عديدة عبر التاريخ نذكر منها: الأرنط، المقلوب، الميماس، والعاصي، وهو الذي غلب عليه، لأنه يجري من الجنوب إلى الشمال بعكس اتجاه أنهار المنطقة.





(الصورتان الأخيرتان لنهر العاصي في القصير)

ترك تعليق

التعليق