حلويات حي الوعر.. نخب رابع بأسعار خيالية


في ظل الحصار الذي يعاني منه حي الوعر الحمصي، لا تُستثنى الحلويات من قائمة السلع التي باتت تشكل حلماً بعيد المنال عن موائد الكثيرين من سكان الحي.

 ويعتقد بعض هؤلاء السكان أن تجار الأزمات، ويُصنف من بينهم، صانعو الحلويات، يشترون المواد الغذائية المتبقية في السوق، مثل (الطحين، السمن، الزيت، وغيرها..)، وهي من أهم المواد الأولية التي تتطلبها الحياة اليومية، فيتسببون في المزيد من ارتفاع الأسعار.

إذ يشتري صانع الحلويات مواده الأولية من سوق الحي المحاصر، بأسعار غالية، فلا يترك شيئاً للفقير ليشتريه، ويرفع عليه الأسعار بشكل كبير، حسب بعض الآراء التي استقصاها "اقتصاد" في جولة ميدانية داخل حي الوعر.


أما بخصوص أسعار الحلويات نفسها، دخل "اقتصاد" لمحل حلويات في حي الوعر، (م، ع)، وسأله عن الأسعار، فكانت مفاجئة جداً. الفطائر يصل سعر القطعة الواحدة منها إلى 200 ليرة سورية، وهي ليست محشوة بالمواد الأصلية، مثل قطعة الفطائر بقشطة، فهي محشوة بمخلوط من الحليب والنشاء والماء، فيصبح اسمها فطيرة بالقشطة.

 وحتى قطعة الفطيرة بالجوز، هي ليست محشوة بالجوز، يوجد فيها السكر وجود الهند، وتباع بـ 300 ليرة سورية.

 وحتى قالب الكاتو يصل سعره إلى 6000 ليرة سورية.


 وعندما سألنا صاحب المحل عن سبب هذا الارتفاع في الأسعار، قال: "المواد غالية جداً"، وأضاف أن سعر كيلو الطحين 1800 ليرة، وسعر كيلو السمنة 3000 ليرة، إلخ.. وهذه المواد مفقودة بشكل كبير.

 وحتى الكهرباء، حسب وصف صاحب المحل، لا تأتي إلا ساعة واحدة في اليوم، "وأنا أخبز على المازوت الذي يصل سعر اليتر الواحد منه إلى 5000 ليرة، لذلك قمنا برفع أسعار الحلويات كي نغطي مصاريف العمل والمواد وثمن المحروقات".


لكن من، من سكان الحي، يستطيع أن يشتري تلك الحلويات، وبأسعار خيالية، كتلك الرائجة في حي الوعر. بهذا الصدد، قال لنا أحد سكان الحي، ويُدعى "أبو سعيد"، "نشكوى أمرنا لله عزوجل، كل شيء بالحي أصبح غالي، عدى الإنسان، أصبح رخيصاً جداً".

طبعاً، الحلويات الموجودة في الحي تعد من النخب الرابع، وهي من أسوأ أنواع الحلويات، بسبب ضعف الإمكانيات وقلة المواد.

ورغم ذلك، يشتري بعض سكان الحي من المُقتدرين، الحلويات، كي يخففوا عن أنفسهم وعن أطفالهم، بعض الضغوط النفسية المؤلمة التي يعيشها سكان الحي الحمصي، منذ سنوات.

ترك تعليق

التعليق