صيد السمك ممنوع مؤقتاً على أهالي جرابلس


أصدرت المؤسسة الأمنية لمدينة جرابلس وريفها قبل أيام قراراً يقضي بمنع الصيادين من الصيد في نهر الفرات لفترة مؤقتة مدتها ثلاثة أشهر تبدأ من منتصف آذار وتنتهي منتصف حزيران من هذا العام، وهي الفترة التي ينشط فيها تكاثر الأسماك, وذلك حرصاً على الثروة السمكية التي تعتبر من أهم الموارد الاقتصادية والغذائية لسكان مدينة جرابلس وريفها بعد الإنتاج الزراعي.

ويمتهن عدد كبير من سكان المدينة وريفها صيد السمك من نهر الفرات المار بمدينة جرابلس، حيث يوفر العمل بالصيد دخلاً مناسباً لحوالي 200 عائلة، وفق ما أفاد المهندس عبد الخليل، رئيس المجلس المحلي لمدينة جرابلس، في حديث خاص لـ "اقتصاد".

وأضاف محدثنا أن منع الصيد هو مؤقت وليس دائم، وقد أتى بسبب إتباع بعض الصيادين لطرق الصيد الجائرة التي قضت على جزء كبير من ثروة جرابلس السمكية والتي قد تحتاج سنوات لتعويضها بفعل إتباع بعض الصيادين أساليب غير قانونية في الصيد (كالكهربا ) أي من خلال صعق السمك الموجود ضمن مساحة معينة من النهر بالكهرباء وهذا يؤدي إلى قتل جميع الأسماك دون تمييز بين الصغير والكبير منها، إضافة إلى استخدام المواد المتفجرة (الديناميت) والذي يؤدي كذلك الأمر إلى قتل جميع الأسماك بعد تفجيره داخل المياه التي يطفو عليها السمك بكل أحجامه متأثراً بقوة وضغط الإنفجار.

وفي إطار عملها في إنفاذ القانون في منطقة جرابلس وريفها، حذرت المؤسسة الأمنية الصيادين المخالفين للقرار من الوقوع تحت طائلة المحاسبة والمسؤولية، وهذا ما أكده لـ "اقتصاد"، اللواء عبد الرزاق أصلان ألاز، قائد قوات الشرطة والأمن الوطني في منطقة درع الفرات التي تعتبر جرابلس جزءاً منها.

حيث يرى اللواء عبدالرزاق في قرار منع الصيد مؤقتاً، أنه مرتبط بدراسة للمجلس المحلي حول واقع الثروة السمكية لمدينة جرابلس بعد ملاحظته استخدام طرق جائرة ووسائل غير مشروعة في الصيد (كالكهرباء والديناميت) وهو ما ألحق ضرراً كبيراً بالأحياء المائية في مياه النهر.

من ناحية أخرى، فإن استخدام المواد متفجرة، كالديناميت، من قبل الأفراد، لأي غاية كانت، ومنها الصيد، وفي أماكن قد يتواجد فيها مدنيون، يعرضهم للخطر، وهو أمر مخالف للقانون ومعاقب عليه في أي وقت كان.

من جهته، أشار الناشط الإعلامي عدنان الحسين، وهو من أبناء مدينة جرابلس، إلى أن قرار منع الصيد المائي في هذه الفترة من السنة ليس بجديد وإنما كان معمولاً به من قبل النظام, الذي كان يمنع الصيد العشوائي والصيد في فترة تكاثر الأسماك.

ووصف الحسين لـ "اقتصاد"، القرار الصادر بمنع الصيد لفترة مؤقتة بالقرار الإيجابي الذي من شأنه تعويض الانخفاض الملحوظ في الثروة السمكية التي تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الست الماضية، والظروف التي مرت على المدينة، وإتباع طرق الصيد الجائرة.

وبحسب الحسين، تتعدد أصناف الأسماك في نهر الفرات المار بجرابلس، وأبرزها حسب المسميات المحلية المعروفة، سمك الكارب, والكستين والشبوط والبوري، إضافة الى أنواع أخرى، وتختلف أسعار تلك الأسماك حسب نوعها حيث يعتبر سمك الكارب والكستين الأعلى سعراً من بينها، يليهما الشبوط والبوري، لكن عموماً لا يقل سعر كيلو السمك حالياً عن 1000 ليرة سورية.

وتعتبر مدينة جرابلس التي تقع على بعد 125 كم شمال شرق مدينة حلب في أقصى شمال سوريا، على نهر الفرات، أول مدينة يدخلها النهر في الأراضي السورية.

ترك تعليق

التعليق