القاطرجي.. حوت يُحكم السيطرة على طرق التجارة إلى الرقة


عقب سيطرة درع الفرات على مدينة الباب شمالي الريف الحلبي، قطع طريق التجارة الأخير من الشمال السوري إلى المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. بينما تمكن أحد التجار "الحيتان" من السيطرة على مفاصل التجارة بين الشمال والشرق باستخدام طريق بديل غير مضمون.
وكانت حركة التبادل التجاري نشطة للغاية بين الشمال الذي تسيطر عليه المعارضة وبين المنطقة الشرقية التي تخضع للتنظيم حيث يستورد الأخير أصنافاً مختلفة من الخضراوات والمواد الغذائية والتموينية، بينما يصدر إلى الشمال الفيول والمازوت المكرر يدوياً.

وقال تاجر كان يعمل على طريق التجارة بين إدلب ومناطق التنظيم إن الحركة التجارية فقدت نشاطها المعهود منذ اللحظة الأولى التي سيطر فيها ثوار درع الفرات على مدينة الباب.

وروى التاجر ويدعى "أبو محمد" لـ "اقتصاد"، قصة الطرق التجارية التي كانت تصل بين الطرفين قائلاً: "كنا خلال السنوات الماضية نشحن البضائع من إدلب إلى حريتان فحيان ثم كفر حمرة مروراً بـ احرص، وهي بلدة كردية، ثم الرقة، وعندما سيطر النظام على احرص تحول الطريق إلى عفرين ثم احرص، لكن تحكمت شركة شام - يعتقد أنها لرامي مخلوف - التي فتحت مكتباً في احرص بمفاصل هذه التجارة".

وتابع: "هذا الطريق أُغلق أيضاً منذ زمن قريب بسبب خلاف بين النظام والأكراد. وأصبح الطريق البديل يمر من عفرين إلى اعزاز مروراً بالباب ثم الرقة، وهذا هو الطريق الأخير الذي كان سالكاً إلى الرقة، وقد أُغلق عندما سيطرت قوات درع الفرات على مدينة الباب".

ولفت "أبو محمد" إلى أن هناك تجاراً وشاحنات علقوا في الرقة بعد سيطرة درع الفرات على الباب.

وأردف: "إنهم لا يستطيعون العودة عن طريق الشدادي - منبج بسبب فرض الإدارة الذاتية الكردية تسجيل دخول على كل سيارة. وهم معرضون لتهمة الدعشنة في حال قدموا أوراقهم للإدارة الذاتية طالبين المرور لأنهم لا يمتلكون ورقة مسجلة لدى مديرية النقل في الحسكة".

ما هو البديل؟

لا يمكن القول بوجود طريق سالك إلى مدينة الرقة مفتاح المنطقة الشرقية التي تخضع لسيطرة التنظيم. لكن شهود عيان قدموا من الحسكة أكدوا لـ "اقتصاد" وجود طريق بديل يصعب الاعتماد عليه لعملية التبادل التجاري وإن كان بعض التجار يصدّرون بضائعهم عن طريقه.

وقال أحد الشهود وهو تاجر من سراقب ويدعى "أحمد"، إن الطريق يمر من اعزاز إلى منبج ثم الشدادي مروراً بالحسكة وانتهاء بالرقة. ويسيطر عليه تاجر كبير يدعى القاطرجي.

وأضاف: "هذا الطريق خطر وغير مضمون لأسباب أهمها مرور القوافل من اعزاز إلى منبج عن طريق التهريب ليلاً حيث تكون الطرقات غير آمنة للسيارات الثقيلة مثل السواقي والجسور الزراعية"، و استدرك بالقول: "أيضاً تطول المدة الزمنية بسبب الازدحام الكبير على الطريق، وقد تتأخر شاحنة البضاعة أكثر من أسبوع على هذا الطريق".

وأشار محدثنا إلى أن كل سيارة تدخل إلى منبج وتريد الدخول الى الحسكة ينبغي أن تسجل لدى مديرية النقل في الحسكة. لافتاً إلى أن القاطرجي هو المتحكم الوحيد بمرور البضائع من اعزاز إلى الرقة عبر الطريق المذكور، وتدخل جميع السيارات عن طريقه بـ 4 آلاف دولار لكل سيارة تزن 50 طن.

وتفيد المعلومات التي تمكن "اقتصاد" من الحصول عليها، أن القاطرجي الذي بات يتحكم اليوم بطريق التجارة بين الشمال ومناطق تنظيم الدولة، يمتلك العديد من المكاتب التجارية في اعزاز والرقة وحماة ودمشق.

والقاطرجي، رجل أعمال يضع نفسه كصلة وصل بين حواجز النظام وحواجز تنظيم الدولة، وبين الجيش الحر في اعزاز وبين تنظيم الدولة في الرقة.

وقال "أبو محمد"، التاجر الإدلبي، إنه لم يعد يشحن البضائع نحو الرقة بعد إغلاق الطرقات السابقة.

وأضاف: "أفكر حالياً في شحن 60 طناً من الرز إلى الرقة عن طريق القاطرجي. إنه سيتقاضى 4 آلاف دولار أو أكثر".

وتابع: "بهذا سيكون ربحي قليل للغاية".

ترك تعليق

التعليق