اقتصاديات.. السيد رجب طيب أردوغان المحترم، "حوش صاحبك عني"


للمرة الثالثة وعلى مدى ثلاث سنوات، أفشل في الحصول على فيزا إلى تركيا من فرنسا.. والسبب ليس لوجود قرار بمنعي من دخول تركيا كما أعتقد، وإنما لأن حظي الأسود يضعني في كل مرة أمام موظف، ما إن يرى جنسيتي السورية حتى يضع لي من العراقيل ما يفوق طاقتي على تذليلها..

في المرة الأولى نهاية العام 2014، كنت مدعواً لحضور مؤتمر لمدة يومين، ومعي كل الأوراق والحجوزات الفندقية والسفر ذهاباً وإياباً، إلا أن موظف القنصلية في مارسيليا أصر على وجود حساب بنكي لا يقل عن ثلاثة آلاف دولار، وكان ذلك قبل السفر بأسبوع.. ما اضطر الجهة المنظمة لأن تخسر حجز الطيران والفندق، ومن جهتي خسرت تكاليف تجاوزت 500 يورو.

في المرة الثانية، وكانت بداية العام الجاري، لكني هذه المرة قررت أن أذهب للقنصلية التركية في "بوردو" بعد أن تشاءمت من القنصلية في مارسيليا، إلا أني حتى اليوم لم أحصل على جواب، بالقبول أو الرفض..!!، وخسرت ما خسرت من تكاليف تعادل كذلك 500 يورو..

أما المرة الثالثة، فكانت بالأمس، وهذه المرة قررت أن أذهب إلى باريس.. وما أن رأى موظف الفيزا جنسيتي السورية حتى رفض استلام الطلب إطلاقاً.. وقال لي اذهب إلى مارسيليا أو بوردو، وخذ الفيزا من هناك، لأن عنواني في جنوب فرنسا ولا يجوز أن آتي إلى باريس.. فقلت له: "مادام ممنوعاً، لماذا قبلتم إعطائي الموعد في باريس..؟!"، فقال: "ليس لأنه ممنوع، بل لأنك هناك تستطيع أن تحصل على الفيزا بشكل أسرع..!!".

كان حواراً عقيماً مع الموظف، فمن عادة الأتراك أنهم لا يتراجعون عن كلامهم حتى لو كانوا على خطأ.. فسفري بحسب حجز الطائرة كان بعد أسبوع، ومن المستحيل أن أستطيع الحصول على موعد في بوردو أو مارسيليا خلال هذه المدة، سيما وأن أيام السبت والأحد عطلة.. والخسارة، نفس شيء، كانت كبيرة، وأكبر من المرتين السابقتين..

عند سؤال الأخوة دائمي السفر إلى تركيا، عن تفسير ما يحصل معي، قالوا لي بأن حظي العاثر في كل مرة يضعني أمام موظف "من الناس التانيين".. أي من المعارضين لأردوغان وسياسته تجاه السوريين.. وهؤلاء يحاولون ما أمكن، وضع العراقيل أمام سفرهم إلى تركيا.. بينما هناك موظفون من نفس حزب أردوغان، يحاولون ما أمكن تسهيل سفر السوريين إلى تركيا، وحتى عندما يتم رفض طلبهم، يجاوبون بطريقة لبقة وبشكل يجعلك راض "ومبسوط"..

لذلك أعتبر هذا النص، رسالة مفتوحة للقيادة التركية وللسيد رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية..

أعلم أنني لست الوحيد الذي تعرض لما تعرضت إليه في السفارات التركية حول العالم، بل هناك الآلاف من السوريين غيري، ممن تكبدوا عناء السفر والتكاليف الباهظة، ومع ذلك تم رفضهم بسبب مزاجية الموظف على الأغلب وليس لأن هناك قراراً بمنع دخولهم.. وما يجعلني أميل لهذا التفسير، أن الكثيرين استطاعوا الحصول على فيزا، فقط لأن حظهم السعيد واجههم بموظف لبق وغير عدواني..

فهل من المعقول أن تدار شؤون بلد بهذه الشخصانية المقيتة، وأن يتم تعطيل مصالح الناس وتكبيدهم خسائر فادحة، فقط لأن مزاجية الموظف أو انتمائه السياسي أو الحزبي مختلف عن غيره..؟!

ترك تعليق

التعليق

  • 2017-07-29
    هذا يجعلك تقتنع ويقتنع كل السوريين في الحالات المشابهة , ان حكومة اردوغان على حق حين تلاحق فلول تنظيم غولن , كما اشرت حضرتك , وهذا يجب ان يجعلنا نفهم ونتفهم مايجري في تركيا من ملاحقات ومحاكمات للجماعة , هذا ناهيك عن المتسللين الارهابين الذين ضربوا تركيا في أكثر من موقع , وأكثر من مرة ,أنا شخصيا اعيش في تركيا واعاني من حرية التنقل الا بأذن سفر, لكنني اتفهم ذلك وألتمس العذر للأمن التركي , وربما تركيا تحتاج أكثر الى دعم من السوريين في دول الاتحاد الاوروبي اليوم أكثر من أي وقت مضى , وأخص السوريين على وجه الخصوص ,لأنني أعلم ماتقدمه الحكومة التركية وحزب العدالة تحديدا للاجئين السوررين من رعاية ومعاملة لايحصل على ربعها في اماكن اللجوء الاوروبية على وجه العموم .