كي تشعر بالدفء في دمشق، عليك أن تصوم!


دخلت الناس مُجدداً في دوامة تأمين مُستلزمات الحد من برد الشتاء، إن كان من المازوت المُخصص للتدفئة المنزلية أو حطب التدفئة أو مادة الغاز والطاقة الكهربائية.

بسعر 180 ليرة سورية لـ ليتر المازوت الواحد، حدّدت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (سادكوب) في "حكومة الأسد" 400 ليتر لكل أسرة تُقدّم على مرحلتين، وبدأت عملية التوزيع للسكان مطلع شهر آب الفائت.

تكلفة 400 ليتر من المازوت المدعوم تبلغ 73200 ليرة سورية، وسعر المدفأة 5000 ليرة أي ما يُعادل راتب شهرين ونصف بحسب ما قالته لـ "اقتصاد" السيدة خ . س، موظفة في القطاع العام منذ 15 عاماً.

وتُضيف السيدة خ . س أنّ أسرتها المُكونّة من خمسة أشخاص استهلكت كُل ما كانت تملكه من ألبسة شتوية وهي الآن بحاجة لألبسة جديدة تقيهم من برودة الجو، ولا يقل ثمن اللباس الشتوي لكل فرد في العاصمة عن 20 ألف ليرة سورية.
 
وتُردف السيدة أنّ ارتفاع قيمة استهلاك الكهرباء وارتفاع سعر اسطوانة الغاز والتي غالباً ما ينعدم وجودها في فصل الشتاء تمنعها من التفكير بتأمين وسائل تدفئة بديلة عن مدفأة المازوت.

في العام الماضي، الكثير من سكان العاصمة أوقدوا مدفأة بيوتهم بالأقمشة وبقايا الحطب و"الكوتشوك" والنايلون.
 
ولا يختلف الشتاء الحالي عن السنوات السابقة بسبب استمرار نقص الموارد وانخفاض القدرة الاقتصادية وارتفاع تكاليف وسائل مواجهة الشتاء مع اختلافها كمدافئ المازوت والغاز والحطب.

ويُقدّر متوسط احتياج العائلة من المازوت خلال خمسة شهور شتاء بين 600 و 800 ليتر مازوت، لا تستطيع توفير الـ 400 ليتر المدعومة منه، بسبب سعرها المُرتفع. وهي أرقام تفوق قدرة العائلات السورية من ذوي الدخل المحدود.

ش . ع، سيدة تقطن في حي المجتهد، فُقد زوجها عام 2014 تاركاً لها 4 أطفال، مُضطرةً للعمل في القطاع الخاص لتأمين معيشة أطفالها واحتياجاتهم المدرسية. تقول لـ "اقتصاد" إنّ أجرها الشهري مع ساعات العمل الإضافية لا يتجاوز 25000 ليرة سورية في أفضل حالاته.
 
وتتساءل السيدة، هل يجب أن تصوم وأبنائها طيلة فصل الشتاء وأيام الصقيع، وتستدين مبلغاً كبيراً من المال، حتى تستطيع تأمين مادّة المازوت أو الغاز أو الحطب لتدفئة أبنائها.

والحطب يُعدّ ثاني مصدر لمواجهة برد الشتاء بعد المازوت، ويبلغ سعر الطن الواحد 60 ألف ليرة سورية، كما تُقدر احتياجات الأسرة منه من 3 إلى 4 طن خلال فصل الشتاء.

ويُعدّ الغاز المصدر الثالث، ويبلغ سعر اسطوانة الغاز 3200 ليرة سورية، وغالباً ما ينقطع كُلياً عن أسواق العاصمة في مُنتصف فصل الشتاء.

وتُعدّ الطاقة الكهربائية من المصادر الأخيرة بعد النايلون والألبسة البالية إن توفرت، وتبلغ قيمة الكيلو الواط المنزلي الواحد بين صرف 600 كيلو و1000 كيلو واط كل دورة، 3 ليرات سورية، وبين صرف 1001 كيلو و1500 كيلو واط، 6 ليرات، وبين 1501 كيلو و 2500 عشرة ليرات، وفوق 2500 كيلو واط، بـ 29 ليرة سورية. ولا يُمكن الاعتماد عليها كوسيلة تدفئة بديلة بسبب التقنين المستمر.

ترك تعليق

التعليق