النظام يزيد جعالة الطعام للعسكريين.. البحث في معنى "جعالة"


لا يمكن أن يخطر على بال إنسان، أن مصطلح جعالة الطعام يعني البدل النقدي أو ما شابه ذلك، وشخصياً لو أنه أحدهم ذكر أمامي هذا المصطلح، لما ذهبت مخيلتي إلى أبعد من صورة فضلات الطعام، حتى أنني عندما سألت صديق عن معنى جعالة، حاول في البداية أن ينطقها على وزن كلمة "جعامة" التي تستخدم في حوران اسماً للسائل المخاطي الذي يخرج من الأنف، لكنه فيما بعد، قال وبلا تردد أنه يعتقد أنها نوع من التبن أو النخالة التي تقدم للحيوانات.

أما استخدام هذا المصطلح، وفي الجيش تحديداً، فهو ما يثير الاهتمام، إذ أنه بعد البحث تبين أن كلمة جعالة، هي مصطلح فقهي ديني، وكان يستخدم لتمييزه عن مصطلح الآجارة، الذي يعني، عقد بين شخصين معلومين على عمل معروف ومحدد، أما "الجعالة" فقد اختلفت المذاهب الإسلامية في تعريفها، لكنها بالعموم تعني التعويض النقدي عن عمل معين بغض النظر عن فاعله.. كأن نقول: من وجد سيارتي المفقودة فله 100 دولار.. هذه تسمى جعالة.. فما وجه الارتباط بين هذا المعنى وبين ما يقصده النظام من مصطلح جعالة الطعام..؟، ولماذا اختار هذا الوصف تحديداً..؟!

أعتقد أن الاستخدام مقصود من قبل النظام، وخصوصاً أنه يحمل معنى ملتبساً، ولفظاً غير لطيف على اللسان، بحيث، كما ذكرت في البداية، أن المخيلة تذهب مباشرة إلى الحيوانات.. تماماً مثل مصطلح السَوق، الذي يستخدمه في الاستدعاء للخدمة العسكرية، فهو الآخر يشير إلى حيوانية المعنى والمقصد.. لأن الإنسان إما أن يسوق الحيوانات أو أن يسوق السيارة، أي الجماد.. فهو قصد بالضبط أن من يتم استقدامهم للخدمة العسكرية هم كالحيوانات أو كالجماد بالنسبة له.

بكل الأحوال، حتى لا نبتعد كثيراً عن الخبر الأساس في الموضوع، فقد قرر النظام زيادة جعالة الطعام للعسكريين بنسبة 100 بالمئة، مع الوعد بزيادتها أكثر في الفترات القادمة.. وهذا الكلام يعني، أنه وعلى الرغم من أنه زاد البدل النقدي لطعام العسكريين إلى الضعف، فهو يعترف أيضاً أن الضعف بحد ذاته لا يكفي.. فما هو نوع "الجعالة" التي كان يعتاش عليها هؤلاء العسكريون..؟!


ترك تعليق

التعليق