اللقمة "البيلاروسية" قد تكون الأكبر في كعكة إعادة الإعمار بسوريا


قبل أيام، أبدى وزير صناعة "نظام الأسد"، محمد مازن يوسف، خلال لقاء جمعه بوفد الشركة الصناعية "البيلاروسية"، اهتمام وزارته بتفعيل التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والفنية والصناعية، والدخول في مشاريع مُشتركة وتنافسية، خاصّة في مجال صناعة الشاحنات والباصات والجرارات وتصنيع الأدوات الكهربائية والزجاج والدواء.

يأتي ذلك في إطار تنفيذ بروتوكول اجتماعات الدورة السادسة للّجنة "السورية البيلاروسية" المُشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني، التي عُقدت في "بيلاروسيا" في الشهر الرابع من عام 2015.

وبيّن وزير صناعة نظام الأسد أنّ وزارته تعمل على تحضير ملفات تعاون لطرحها خلال اجتماعات اللجنة "السورية الببيلاروسية" المُشتركة والمُزمع عقدها بين 12 و13 من الشهر القادم في العاصمة دمشق.

نشأت العلاقات "السورية البيلاروسية" بعد زيارة "لوكاشينكو" الرئيس "البيلاروسي" لسوريا عام 1998، التقى خلالها بـ "حافظ الأسد"، تلاها زيارة ثانية في 2003 التقى فيها "بشار الأسد" الذي قام بزيارة مُعاكسة في عام 2010 مُعلناً عن البدء رسمياً بمسيرة تعاون ثُنائي استراتيجي طويلة الأمد عبر الانضمام للاتحاد الجمركي الذي يضم "روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان" لغاية التشابك مع التكتلات الاقتصادية الكبرى وفتح نقاط تسويق جديدة تستوعب مُنتجاتها في أسواق تزيد عن 170 مليون مُستهلك لا سيما الفائض من المُنتجات الزراعية، بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" رجل الأعمال السيد (ي ، م) المُقيم في دمشق.
 
ويضيف السيد (ي ، م) أنّ ميزات تفضيلية اكتسبها النظام حينها عبر إقامة معارض للمنتجات السورية في "بيلاروسيا" وتقديم فرص التعاون في مجالات الصناعات الهندسية والنسيجية. وكانت أهم المُخرجات، الاتفاق على إقامة المركز التجاري "السوري البيلاروسي" في دمشق، وإنشاء شركات مُشتركة لاستيراد وتجميع وصناعة المحولات الكهربائية والمضخات والآلات الزراعية، وشركات لاستيراد وتوزيع المواد الغذائية وزيت الزيتون السوري، والشحن الجوي عبر أسطول الطائرات "البيلاروسية"، ومشاريع سياحية وإعفاءات جمركية وضريبية.

ويُشير رجل الأعمال، "منذ اندلاع الحرب في سوريا وقفت بيلاروسيا بشكل علني مع نظام الأسد وكان لها مواقف سلبية من القرارات الدولية المُتعلقة بإدانة النظام، وما عاد يُخفى على أحد تزويد بيلاروسيا لنظام الأسد منذ عام 2006 بالأسلحة المُتنوعة التي يستخدمها لقتل الشعب السوري المُنتفض بوجهه، بدءاً من بقايا أسلحة الاتحاد السوفييتي المُنهار وصولاً إلى أسلحة من تصميم بيلاروسي خاص، تضمّنت أنظمة الكترونية وتكنولوجيا الّليزر وطائرات بدون طيار، كما زودتّه مؤخراً بمقاتلات "ميغ 23" ومعدّات طيران وهذا بتوثيق وتأكيد من معهد "استوكهولم" لبحوث السلام".

الاتفاقيات بين "سوريا وبيلاروسيا" لم تخلو من تجارة الأصناف الدوائية، وبالإضافة إلى تقديم الأخيرة الدراسات التسويقية للأدوية في أسواقها وإعداد برامج تدريب الكوادر الطبيّة السورية في الأكاديمية "البيلاروسية" للتأهيل ما بعد الجامعي، وتُقدّم التسهيلات اللازمة لتصنيع الأدوية في سوريا، تشمل إنتاج الأدوية الخاصّة بمرض السرطان وفقاً لمخرجات اجتماع غرف الصناعة والتجارة بين البلدين في مُنتصف عام 2016، وبالمقابل تستورد سوريا منها أدوية نوعية تحتاجها مثل عقاقير الأورام وأمراض القلب والدم.

أهم المُستوردات من "بيلاروسيا" في الأعوام الخمسة الأخيرة كانت شاحنات وباصات، وأهم الصادرات الفوسفات والخضار والفواكه، ولهدف تلبية احتياجات وزارة الأشغال العامة والإسكان لدى نظام الأسد وافقت "بيلاروسيا" في نيسان 2017 على تزويده بـ 157 شاحنة كبيرة تصنيع شركة "ماز" التي تضع نُصب عينها إنشاء مصنع لتجميع الشاحنات في سوريا، عارضةً العقبات التي قد تُعيق إقامة المشروع من جوانبه الماليّة والإنتاجية والتسويقية، مؤكدةً استعدادها لإيجاد التمويل اللازم وتقديم مُكوّنات المصنع ومُستلزماته.

ولا تُوفّر "بيلاروسيا" مُناسبةً لتعلن من خلالها استعدادها التّام لتوريد كُل المواد الأوليّة والتجهيزات اللازمة لإعادة تأهيل المنشآت الصناعية السورية المُتضررة وتأمين مُستلزماتها، لتحجز لها مقعداً في سوق إعادة الأعمار الذي يُروج له نظام الأسد بكثافة في الآونة الأخيرة، خصوصاً وأنها تطمح لزيادة قيمة حجم التبادل التجاري البالغ 60 مليون دولار أمريكي في عام 2010، وتكون أهم شريك تجاري لنظام تتشابه معه في الطبيعة الدكتاتورية وتشترك معه بالارتماء في حضن الدب الروسي، الراعي الرسمي لكليهما.

ترك تعليق

التعليق