اقتصاديات.. لماذا يتحدث فارس الشهابي في السياسة..؟


من بين كل رجال الأعمال الذين وقفوا علانية مع نظام الأسد ودعموه، لا نجد سوى فارس الشهابي، رئيس ما يسمى اتحاد غرف الصناعة السورية، الذي يتحدث في السياسة ويحاول أن يدلو بدلوه مع كل تطور تشهده الأحداث.. بل إنه الوحيد الذي صرح أكثر من مرة بضرورة ضرب المعارضة وتدمير المدن التي تتواجد فيها، في موقف متقدم حتى على قادة الإجرام.. فما الذي يدفع رجل أعمال لتبني مثل هذه المواقف، في الوقت الذي نعتقد أن أحداً لم يطلب منه ذلك، قياساً على باقي رجال الأعمال الذين لم يتورطوا في تصريحات علنية وعلى هذا النحو من البشاعة..؟!

بالعودة إلى بداية أحداث الثورة السورية في العام 2011، قامت المخابرات باستدعاء كل من يعتقدون أنه من ذوي التأثير على المجتمع، ومن هؤلاء رجال الأعمال، وطلبت منهم صراحة الوقوف إلى جانب النظام والمساعدة في تهدئة الشارع الثائر..

وفي هذه المرحلة، تعاملت المخابرات باحترام وتقدير مع كل من تم استدعائه، لذلك ظن كل شخص فيهم، وبالذات من أصحاب الطموحات الكبيرة وممن كانوا يعانون سابقاً من التهميش كفارس الشهابي، أنه في الوقت الذي كادت أن تحفى فيه قدماه من أجل أن يجلس مع أحد قادة المخابرات لنيل الرضا فقط، فها هم اليوم يطلبون منه، وبطريقة أقرب للتوسل بأن يقف إلى جانبهم ويدعمهم..

لذلك، لم يتحمل عقل الشهابي هذا الموقع الجديد، وهو ما أدى إلى انفلاته على الشكل الذي نراه حالياً.

ويمكن القول، وتأسيساً على معرفة مباشرة بشخصية فارس الشهابي، أن الرجل يعاني بالأساس من إحساس بالدونية تجاه غيره من رجال الأعمال، ومن أبناء دمشق تحديداً، الذين نالوا حظوة كبيرة لدى النظام، وحصلوا على ما أرادوا، بينما هو لا يزال يشعر بأنه بعيد عن الوصول إلى مكانتهم، على الرغم من أنه يمثل مدينة، يرى أنها أكثر عراقة صناعياً من دمشق.. لذلك هو لا يعلم الطريقة التي استطاع بواسطتها، هؤلاء، أن يكونوا مقربين، وأغلب الظن أنه اعتقد عندما تم استدعائه، بأن مسؤولي النظام يريدون منه، أن يكون خطاب السياسة لديه، أعلى من خطاب المصالح، وبالتالي يجعله ذلك مقرباً.. بينما العكس هو الصحيح، فآخر ما يفكر به النظام هو الخطاب السياسي، وإنما يعنيه بالدرجة الأولى المنفعة التي سيحصل عليها رجالاته، ضمن علاقة تبادل مصالح، وليس تبادل مواقف.. فمن غير المعقول أن يطلبوا من فارس الشهابي موقفاً سياسياً، في الوقت الذي يعلمون فيه أن الرجل ممتلئ مادياً..؟

ولا بد من الإشارة، إلى أن هذه الممارسة لم ينفرد بها فارس الشهابي فقط، بل كل من يحمل نفس مضامينه ونفس أحاسيسه، سواء كان رجل أعمال أو شيخ عشيرة أو رجل دين، فجميع هؤلاء ظهر منهم من بالغ بوقوفه إلى جانب النظام، إلى الحد الذي أصبح فيه مهرجاً، ومادة ممتعة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كالشيخ أحمد شلاش وأحمد حسون وغيرهم.. لكن قد يبقى مفهوماً ومسلياً أن يمارس مثل هؤلاء دور الكاراكوزات، أما الجديد في الموضوع فهو رجال الأعمال، بسبب ما يعرف عن هؤلاء حنكتهم وشعورهم بأنه مرحب بهم في أي مكان يحلون به، لذلك قلما يرضى رجل أعمال أن يمارس الدور الذي يمارسه فارس الشهابي حالياً.

ترك تعليق

التعليق