اقتصاديات.. هكذا يفكر النظام!


إذا صحت تصريحات وزير الإسكان في حكومة النظام، حسين عرنوس، بأن وزارته انتهت من وضع استراتيجية لمشاريع إعادة الإعمار وحل مشكلة الإسكان في المدن الكبيرة، فهذا يعني أننا دخلنا إلى مرحلة خطيرة من العمل الحكومي، لم يعد فيها المسؤول غبياً وحسب، بل وتافهاً..!

تفاهة عرنوس يمكن استشفافها من استراتيجيته التي تقول، بأنهم قرروا أن تعتمد مشاريع إعادة الإعمار في المرحلة القادمة، نمط البناء العمودي، بدل الأفقي، وهي فكرة خلاقة لم يسبقه إليه أحد، ونستغرب كيف أنها كانت غائبة عن فكر النظام طوال أكثر من أربعين عاماً..!

 أما فيما يتعلق بحل مشكلة الإسكان، فهو يقول بأنهم سوف يطرحون أبنية رخيصة الثمن يتم تشييدها بالقرب من المدن الكبيرة، وضمن خطة توسع سنوية، تلبي ارتفاع الطلب على السكن.. وهي أيضاً فكرة خلاقة أخرى، ولا يهم إن كانت تحتاج إلى بضعة عشرات من مليارات الدولارات، فهذه مقدور عليها، غير أن عرنوس لم يدع الفكرة تمر دون الإجابة على هذه الجزئية البسيطة، والتي هي توفر الأموال، إذ أعلن أن مهمة الدولة، سوف تكون بتهيئة البنية القانونية لتشييد هذه الأبنية، وأن القطاع الخاص هو من سيقوم بعمليات إعادة الإعمار.

ويقصد هنا، القانون رقم 10، حيث أن النظام يقوم بالاستيلاء على الممتلكات، ويبيعها للقطاع الخاص، الذي بدوره يبيعها لمن هو قادر على دفع ثمنها، من رجال السلطة والمال، وعلى غرار مشروع ماروتا سيتي، أو ما كان يعرف بخلف الرازي، عندما قامت الدولة بالاستيلاء على بيوت الناس، وأعطتهم تعويضاً لا يكفي لاستئجار منزل لمدة عام في الأرياف البعيدة عن دمشق، ثم باعت المشروع بمليارات الليرات لرامي مخلوف وباقي جماعته من رجال الأعمال.

برأينا لا يلام عرنوس على تفاهة أفكاره التي يطرحها، لكن اللوم الأكبر يقع على هذه المعارضة، التي لم تستطع أن تخلصنا من هذه العصابة المارقة، وأفكارها الخلاقة في استغلال الشعب السوري حتى آخر قطرة من دمه.

ترك تعليق

التعليق