الأسواق تلتهب في الجزيرة استعداداً لحظر التجول


(الصورة أعلاه في إحدى أسواق منطقة الجزيرة من وكالة أنباء محلية)

توجه عشرات الآلاف من سكان مدن وبلدات الجزيرة يوم الأحد إلى الأسواق لتأمين ما يستطيعون من المواد الغذائية قبيل دخول حظر التجوال الذي فرضته الإدارة الذاتية حيز التنفيذ، كأحد الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار "فايروس كورونا"، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الطلب وقلة العرض بعد إغلاق الطرق بين المدن الكبيرة في عموم مناطق الجزيرة.

يقول عمار (40 عاماً) إن الأسعار ارتفعت بشكل غير معقول في مدينة الرقة، وسط ازدحام كبير أمام الأفران والمحال التجاري إثر محاولة سكان المدينة وريفها تأمين كميات مناسبة من الغذاء قبل دخول حظر التجوال حيز التنفيذ مع بداية يوم الاثنين، بعد تأجيله إلى ما بعد أعياد النوروز.

وكانت حواجز "قسد" أبلغت الأهالي أن حظر التجوال سيبدأ تطبيقه اعتباراً من منتصف ليل الأحد – الاثنين في الرقة والحسكة ودير الزور، فيما أجبرت قوات النظام التجار على إغلاق محالهم عدا محلات الأغذية والصيدليات ضمن اجراءات الوقاية من انتشار فايروس "كورونا".

خرج عمار من منزله في المنطقة الصناعية قاصداً عيادة طبيب البولية "محمود الخشاب"، فركب باص "المشلب" ماراً بشارع 23 شباط وسط المدينة، وكان عدد الركاب قليلاً مقارنة بالأحوال العادية مع خوف الناس من استخدام وسائط النقل العامة بسبب مرض "الكورونا".

تعجب الرجل بعد نزوله عند تقاطع "الخضر" ودخوله إلى العيادة من الازدحام الكبير فيها من أهالي الريف والمدينة رغم رفع الدكتور الشهير أجرة المعاينة من 2000 ليرة سورية إلى 3000 ليرة سورية، واختفاء الكمامات من الأسواق، وقد يكون مرجع ذلك إلى خشيتهم من تقييد الوصول إلى مركز المدينة في الأيام القادمة.

وبعد ساعات من الانتظار أنهى عمار معاينته وهبط لشراء الدواء من صيدلية "الخضر" بشارع تل أبيض تحت العيادة، حيث بدا الاكتظاظ بالناس وآلياتهم غير طبيعي حتى المساء، فالجميع يحاول شراء ما يكفيه من المواد الغذائية من المحال التجارية قبل نفادها، بعد سماعهم بإغلاق المعابر من جهة منبج والطبقة ومنع سيارات البضائع والخضار من الدخول إلى المحافظة منذ يوم الجمعة.

اشترى الرجل كمية من الثوم بسعر 700 ل.س بعد أن كان يشتريها بسعر 500 ل.س، و3 شدات من الخضر الشتوية ذات الأوراق الخضراء بسعر 200 ل.س بعد تضاعف سعرها الأصلي وهو 100 ل.س، فيما ارتفع سعر علبة شوكلاتة من 1800 إلى 2400 ل.س و1 كلغ كباب إلى 9000 ل.س.

وفي أسواق مدينة الحسكة، لاحظ السكان ارتفاع أسعار المواد الغذائية وقلة توفرها في المحال التجارية وعلى رأسها الليمون الذي بات بسعر 1700، بعد أن كان بـ 1000 ل. س. فيما تراوحت أسعار البطاطا بين 450 إلى 600 ل.س، و900 ل.س للباذنجان، و 1000 ل.س للبصل، و5 رؤوس ثوم بسعر 1000 ل.س. هذه الأسعار أدت إلى عجز الكثير من السكان عن شراء الأساسيات فركزوا على شراء الحليب للأطفال وأسعاره بين 3000 إلى 7500 ل.س للعلبة، والحفاضات من 2200 إلى 2500 ل.س للكيس الواحد.

وأما بخصوص الغاز المنزلي فهو شبه مقطوع رغم وجود معمل غاز في المحافظة ينتج نحو 12 ألف اسطوانة على الأقل.

ويتخوف سكان الحسكة من أنهم سيواجهون أزمة كبيرة وخطيرة نتيجة انقطاع مياه الشرب القادمة من محطة "علوك" برأس العين بعد خلاف بين "الجيش الوطني" من طرف والنظام و"قسد" من طرف آخر نتيجة عدم استقرار التيار الكهربائي القادم من سدود الفرات إلى مناطق "نبع السلام" عبر محطة المبروكة".

كما تشكل آلية توزيع الخبز مشكلة كبيرة تفاقمت الأسبوع الماضي قبل فرض أي حظر تجوال، فكيف سيتم علاجها عندما يفرض هذا الحظر! خاصة أن المعتمدين لتوزيع الخبز يبيعون قسماً منه في السوق السوداء مستغلين وجود أعداد كبيرة من النازحين القادمين من حلب ودير الزور وأخيراً من رأس العين إلى مدينة الحسكة.

وكانت "آساييش" الكردية أعلنت بدء تطبيق القرار الصادر من الادارة الذاتية بمنع التنقل بين مناطق الإدارة منذ يوم السبت كإجراء احترازي لمنع انتشار عدوى "كورونا".

وتم إغلاق كافّة المطاعم والمقاهي والتّجمّعات التجارية "البازارات" والحدائق العامّة والعيادات الطبية الخاصّة وصالات الأفراح وخيم العزاء، مع استثناء المستشفيات والصّيدليات ولجان التّعقيم وعمّال النّظافة والأفران ومحلّات بيع المواد الغذائيّة حصراً وسيّارات نقل المواد الغذائيّة وحليب الأطفال وصهاريج نقل المحروقات والفيول.

وفي مدنية دير الزور أعلن رائد منديل، رئيس بلديتها، أنهم صباحاً أغلقوا المحال التجارية لتخفيف حالات الازدحام ضمن الأحياء والأسواق مع بقاء المحال التجارية الغذائية والتموينية والصيدليات والمراكز الصحية والبقاليات والخضار والفواكه وبيع اللحوم والفروج ومطاعم الوجبات السريعة.

ترك تعليق

التعليق