مصيبة جديدة تنهال على أرزاق فلاحيّ جبال الساحل


تنهال المصائب تباعاً على رؤوس أهالي جبال طرطوس واللاذقية، فذبابة ثمار الزيتون تكاد تقضي على موسم الزيت في الساحل، ولا مبالاة من قبل سلطات الأسد، ويعتقد غالبيتهم بأن الأمر مقصود.

وقرع سكان ريفي اللاذقية وطرطوس ناقوس الخطر، بعد أن ضربت ذبابة ثمار الزيتون أشجارهم، وأسقطت معظم ثمارها على الأرض، مهددة إنتاج الساحل الاستراتيجي من الزيت والزيتون.

وقدّر المهندس الزراعي "علي ـ و" الخسائر التي يمكن أن تنتج عن الإصابة بالذبابة بأكثر من ثلثي إنتاج محافظة طرطوس، والذي كان مقدراً بأكثر من "120" ألف طن، وحسب تقديراته فإن ما سيتبقى من ثمار ستكون مصابة، وذات إنتاج منخفض ولن يتمكن المزارعون من تغطية مصاريف أشجارهم.


وقد أفادت مصادر ميدانية في منطقة صافيتا بأن انتشار الذبابة أصبح مريعاً، وخارج نطاق السيطرة، وأصبحت مكافحتها مستحيلة، وتحتاج إلى تدخل كبير من قبل السلطات الحاكمة، وبواسطة آلات ومعدات وأدوية قادرة على إحداث نتائج سريعة، تكون كافية للقضاء على الذبابة لإنقاذ ما تبقى من ثمار غير مصابة.

ومن جهته أكد الصيدلي الزراعي "جعفر حسن" أن جميع الأدوية اللازمة حالياً للقضاء على ذبابة ثمار الزيتون غير متوفرة، وأن الأدوية الكيميائية الموجودة هي ذات صلاحية منتهية، وتعود لأعوام مضت، فوزارة الزراعة لم تستورد المبيدات الضرورية، ولم تسمح للشركات الخاصة باستيرادها أو تصنيعها.

وأضاف: "لو كانت وزارة الزراعة جادة في مكافحة الحشرات الضارة بالزراعة لاستوردت عبر لبنان ما تحتاجه، وما يحتاجه المزارعون من أجل حماية مزروعاتهم".


هذا وحمّل المزارعون الجهات الحكومية المسؤولية عن انتشار الذبابة، بالإضافة إلى الحشرات الضارة الأخرى التي سببت أضراراً فادحة في مواسم الخوخ والإجاص والتفاح.

وفي حديث لموقع "اقتصاد"، قال المزارع "علي أحمد" إن الإهمال من قبل نظام الأسد متعمد، وقد استمر لسنوات طويلة بهدف القضاء على الزراعة وإجبار الشباب على الانتساب للكلية الحربية أو المخابرات العامة، وبالتالي التوجه إلى خدمة نظام الأسد وقد زاد الإهمال منذ انطلاق الثورة، مع توجيه التهم بالخيانة للشباب الذين لم يلتحقوا بخدمة النظام الأسدي، واعتبارهم مناصرين للمسلحين، حسب وصفه.


وأضاف "أحمد": "لقد استخدم معنا نظام الأسد أسلوب التجويع منذ أربعين عاماً، والآن عاد لاستخدام نفس الطريقة لدفعنا للتطوع في أجهزته، فهو يحتاج إلى دمائنا كي يستمر في السلطة".

هذا الرأي في أوساط أبناء جبال الساحل، تعزز مع الخسائر التي تكبدها الفلاحون، ومازالوا يتكبّدونها، في الأبقار التي تنفق عندهم، دون أن تتدخل الدولة لتأمين اللقاح المناسب لذلك، بل اتهم بعضهم سلطات الأسد بأنها تعمدت نشر مرض جدري البقر بشكل مقصود، واستخدمت لقاحاً كان السبب في انتشاره.

هذا وتنتشر ذبابة ثمار الزيتون في كل مناطق طرطوس "صافيتا والدريكيش والشيخ بدر وبانياس والقدموس"، حيث يشكل موسم الزيتون مورداً رئيسياً لأكثر من "200" ألف مواطن، وجميعهم من الموالين لنظام الأسد، وغالبية أسرهم فقدت ابناً أو أكثر في الدفاع عنه، ومن تبقى من شبابهم يخدم في جيشه أو أمنه، أو أصبح فاراً من الجندية داخلياً أو خارجياً.

وقد زاد من المصيبة انتشار الحرائق في الأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون، وكان آخرها هذا الأسبوع، حيث دمرت مئات الدونمات من أشجار الزيتون في قرى "قيبور والسخابة" في ريف جبلة.

ترك تعليق

التعليق