في إدلب.. كل 100 دولار مهترئة يمكن أن تخسر 15% من قيمتها


يقف "عدنان" أمام محل صرافة بمدينة إدلب، وهو يتفحص ورقة نقدية من فئة 100 دولار، مدققاً بكل جوانبها، وقبل أن يدسها بجيبه يلفها بشكل متناسق، وبحذر شديد يضعها بين عدة ورقات نقدية أخرى كي لا تتعرض لأي خدش لأنها ربما تخسر دولارين أو ثلاثة من قيمتها إذا تعرضت الورقة لخدش بسيط.

إذ يرفض بعض أصحاب محلات الصرافة المنتشرة بمنطقة الشمال السوري قبول صرف عملة الدولار القديمة أو التالفة أو التي تعرضت لخدش ولو بسيط من أحد أطرافها، بينما يقبلها صرافون آخرون، بشرط الخصم من قيمتها.

"اضطررت في إحدى المرات للتنقل بين عدة محلات صرافة، لصرف 100 دولار مُزقت قليلاً من طرفها، وخسرت فيها 5 دولارات"، قال "عدنان".

لا توجد نسبة خصم محددة على عملة الدولار، بل تكون بحسب التلف الذي تعرضت له، وتتراوح نسبة الخصم بين 5 إلى 15%، وفق معظم الصرافين.

"أبو إياد"، صرّاف بمدينة إدلب، قال لـ "اقتصاد"، إن الصرّاف مضطر أن يخصم على العملة لأنه إذا أراد تصريفها سوف يتم الخصم عليه أيضاً، وفق وصفه.

وعقّب: "أنا شخصياً لا أقبل الدولار التالف، ولكن أحياناً لا أنتبه لبعض الورقات، فأتعرض للخسارة لاسيما أن الزبون يرفض أخذها، ويتفحص كل ورقة بعناية كبيرة".

وتنحصر عملية الخصم على العملة المهترئة بفئة الدولار. بينما يتم تداول العملات الأخرى كالليرة السورية والتركية دون النظر إلى حالتها.

من جهته يقول الباحث الاقتصادي "خالد التركاوي" إن البنك المركزي لأي دولة هو مسؤول عن استبدال الورق النقدي المهترئ والتالف بنفس القيمة ودون أي رسوم.

ويرى "التركاوي" أن نسبة الخصم التي يفرضها الصرّاف في منطقة مغلقة كإدلب إنما هي عبارة عن بدل مخاطر أو ربما أجور تحويل سيضطر الصراف لدفعها، لكي يرسل عملة الدولار لبنكها المركزي من أجل استبدالها.

يضيف "التركاوي" أن نسبة الخصم التي يحددها الصرافون ليست دقيقة، إنما هي عُرف أصبح بينهم، علماً أن البنك المركزي لا ينظر لنوع الخدش أو التلف، ويعترف على كل حالات العملة عدا التي فقدت الكثير من أجزائها.

ويمتهن بعض الصرافين جمع الدولار المهترئ عبر شراءه من محلات الصرافة بأسعار أقل من سعر صرفه، ومن ثم إرساله إلى تركيا عبر وسطاء لتصريفه عبر مراكز هناك، بعد دفع رسوم إضافية تتم بالتوافق، وليس  لها قيمة معينة، بحسب صرافين تحدثوا لـ "اقتصاد".

"محمد"، وهو من سكان مدينة إدلب، يوضح لـ "اقتصاد" أن هناك من يستغل عملية تصريف الدولار التالف، ليقوم بإخفاء الخدش بمواد لاصقة وإعادة طرح العملة في السوق، ليقع ضحيته العشرات ممن لا يملكون الخبرة الكافية باكتشاف حالة العملة، ويضطرون لخسارة جزء من قيمتها أثناء تصريفها.

ترك تعليق

التعليق