"الأمل بالعمل".. يلهب مشاعر المنافقين


سوف نستمر طويلاً بقراءة شعار "الأمل بالعمل" الذي أطلقه بشار الأسد إبان حملته لمسرحية الانتخابات الرئاسية، في كافة النشاطات التي يقوم بها المسؤولون الحكوميون، وأولئك الذين ينتمون للقطاع الخاص.
 
فإذا ما افتتح وزير التجارة الداخلية فرناً آلياً للخبر في منطقة الزاهرة بدمشق، أصبح موضوع الافتتاح تطبيقاً لشعار "الأمل بالعمل"، مع أن الفرن كان يفترض أن يبدأ العمل في العام 2019.. إضافة إلى ذلك، فإنه في الدول التي تحترم نفسها، لا تثير مثل هذا الضجيج من أجل افتتاح فرن خبز، الذي يفترض أنه ليس إنجازاً تاريخياً، وليس معجزة صناعية.

ومن جهة ثانية، أصبح التجار ورجال الأعمال، يتسابقون باستثمار شعار "الأمل بالعمل" في كل نشاط يقومون به، حتى لو كان على مستوى المشاركة في معرض، أو تقديم تنزيلات متواضعة على بضائعهم.. مع أنهم كانوا يقومون سابقاً بمثل هذه الأعمال والأنشطة، ولا يخفون تذمرهم من سوء الأوضاع والضغوطات التي يتعرضون لها، جراء العقوبات الاقتصادية أو ما شابه.
 
التفسير الوحيد لما يحدث، هو النفاق، أو الخوف من بطش الأجهزة الأمنية، التي باتت اليوم هي صاحبة الكلمة العليا في البلد، وبعدما استطاعت أن تخرج الناس إلى الشوارع للرقص والدبك، على أنقاض أرواحهم المهشمة والمرهقة. 

كما ذكرنا، سوف نستمر طويلاً بقراءة شعار بشار الأسد لدى الكثير من المنافقين، رغم أنه فارغ من أي معنى، ولا يتناسب وظروف الدمار التي لحقت بالبلد والاقتصاد والإنسان السوري.. كما أن مطلق الشعار ذاته، يعلم جيداً، أنه في سوريا، لم يعد هناك أمل ولا عمل. 

ترك تعليق

التعليق