"بمعية سوا": الدولار الأمريكي 850 ليرة عام 2021

بابتسامة عريضة، وإطلالة "مهيبة"، ترتفع لوحة ضخمة للغاية، على باب مصرف سوريا المركزي، تحمل صورة "بشار الأسد"، وفي أسفلها عبارة "سوا الليرة بتقوى"، في اقتباسٍ من شعار حملة الأسد "سوا".

وكي نبتعد عن التعليقات الذاتية، سننتهج نهجاً موضوعياً يقيّم مصير الليرة المُرتقب على يد "بشار الأسد"، في حال بقي في حكم سوريا لسبع سنواتٍ قادمة، وذلك بالمقارنة مع سياسات والده، ومصير الليرة في عهده، وهي سياسات ما تزال مستقرة في عهد الابن، بل ويتم استنساخها اليوم بذات المنهجية والعقلية والأساليب والأدوات، دون أن ننسى التعريج على أداء الأسد "الليرتي" في سنوات الثورة السورية الثلاث.

بُعيد خروج الفرنسي من سوريا، بلغ سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، 2.19، أي كل دولار كان يساوي 2.19 ليرة سورية.
وطوال حقبة ربع قرن بعد جلاء الفرنسيين، حتى بداية حقبة الأسد الأب، تمتعت الليرة السورية باستقرار كبير، رغم الخضات السياسية والأمنية الكُبرى التي حاقت بسوريا أيامها، من انقلابات عسكرية وتوترات أمنية وصراعات سياسية، ووحدة وانفصال وانقلاب "بعثي"، وأخيراً هزيمة كبيرة عام 1967.

استولى الأسد الأب على السلطة مطلع السبعينات وكان الدولار الأمريكي يساوي 3.65 ليرة فقط، أي أن نسبة تراجع الليرة خلال ربع قرن من الخضات السياسية والأمنية، لم يتجاوز 66%.

لكن على يد "القائد الخالد"، وخلال ربع قرن، حتى عام 1996، تراجعت الليرة السورية بنسبة 1173% فقط!.

فهبطت الليرة في الثمانينات لتساوي 11.25 مقابل الدولار، ومن ثم 42 مطلع التسعينات، ومن ثم 52 عام 1995، قبل أن تستقر على 46.5 ليرة للدولار عام 1996.

أي أن حقبة الأسد الأب شهدت تراجع قيمة الليرة بنسبة 1173%. لن نعلّق هنا، إذ لا تعليق يمكن أن يملأ الفراغ الموازي لهذا الانهيار المالي المشهود.

وكي لا نظلم الأسد الابن، فهو استلم الليرة من أبيه عند حدود 46، لتنخفض إلى 45 ليرة للدولار قبل بدء الثورة.

ولنفرض أن الثورة كانت، حسب بروباغندا نظام الأسد، مؤامرة كبرى بأدواتٍ داخلية، فإن الأسد الابن أدى أداءً باهراً في مواجهتها، فدمر سوريا، وقوّض العيش المشترك بين أبنائها، وأطاح بمكانتها الإقليمية، وببناها التحتية، وكي لا ننسى موضوعنا، نال من استقرار الليرة الهش، ليهبط بها بنسبة 277%، حتى الآن، من 45 ليرة إلى 171 ليرة للدولار.

و"بمعية" "سوا"، يمكن أن نتوقع أن يسير الأسد الابن على درب "القائد الخالد"، فالليرة السورية تدهورت في عهد الأسد الأب إلى 11.25 في نهاية الثمانينات، لكنها في أربع سنوات فقط حققت رقماً قياسياً في التدهور، يصل إلى 400%، فوصلت مطلع التسعينات إلى 42 ليرة.

وعلى منوال "القائد الخالد"، علينا أن نتوقع أن تهبط الليرة بمعدل 400% حتى مطلع العقد القادم، فيكون الدولار حوالي 850 ليرة.
وهكذا يمكن لنا أن نتوقع أنه بفضل "سوا"، ستكون الليرة السورية في أسفل سافلين، مطلع العقد القادم. وإذا أتاح القدر، لا سمح الله، للأسد الابن، أن يتم مسيرة أبيه، لثلاثة عقود، ستكون الليرة قد أصبحت في خبر كان، وسيساوي الدولار حينها ما يقارب 1000 ليرة.

هذا، طبعاً، إذا سار الأسد الابن على منهج "القائد الخالد"، ولم يتجاوزه في الإبداع. رغم أن المؤشرات الأولية في عقد ونصف من حكم الابن، تشير إلى أنه سرّ أبيه، وأنه أكثر إبداعاً منه، إذ إنه سبق الأسد الأب، في معيار السنوات، بمعدل الإطاحة بالليرة السورية.

وهكذا "عاش الأسد وماتت الليرة السورية"...

ترك تعليق

التعليق