خبز السوريين.. كان يوماً خطاً أحمر

تعتزم حكومة النظام رفع سعر ربطة الخبز، حسب دراسةٍ قدمتها وزارة الاقتصاد والتجارة إلى رئاسة مجلس الوزراء.

سبق للحكومات السورية المتعاقبة "بما فيها أصحاب الميول الليبرالية" أن اعتبرت خبز المواطن خط أحمر ولم تتوان في يومٍ من الأيام عن تذكير المواطن بكرم النظام في دعم رغيف الخبز، حتى تحول الرغيف إلى رمزٍ لكرم النظام وشبع السوريين الذين زاد استهلاكهم للخبز بسبب عدم قدرتهم على شراء المواد الغذائية الأخرى واعتمادهم على الرغيف لملء أمعائهم الخاوية في ظل الثقوب التي طالت سلة المواطن الغذائية والتي أصبحت شبه فارغة، بفعل الاحتكار وغلاء الأسعار وفوضى الأسواق.

وعلى ذمة حكومة النظام فإن سعر ربطة الخبز يكلفها 150 ليرة، في حين يتم بيعها للمواطن بسعر 15 ليرة، وتضيق عين الحكومة عندما تجد المواطن خلال أزمات الخبز الكثيرة قادراً على شراء الربطة من السوق السوداء بسعر 50 ليرة أو ربما 75 ليرة، ما يدفعها إلى اعتبار أن خزينة النظام أولى بالحصول على هذا الفرق، وهو ما سبق وحدث مع البينزين والمازوت.

وفي نقاش الأرقام المعلنة من قبل النظام نفسه فإن سوريا تنتج حوالي 16 مليار رغيف خبز أي حوالي 2 مليار ربطة سنوياً، لكن هناك ما يقارب 4 مليار رغيف خبز أي أن هناك 500 مليون ربطة خبز تذهب هدراً أو فساداً.

وإذا كانت الحكومة تقول بأن كلفة الربطة الواحدة "المدعومة من قبل الدولة التي تمتلك المواد الأولية وتنتجها" هي 150 ليرة، فلا ندري كيف يمكن للأفران الخاصة التي تحجب عنها نعمة الدعم إنتاج ربطة الخبز بما يقارب 60 ليرة وتبيعها للمواطن بحدود 125 ليرة، فالقطاع العام حسب الحكومة يتكلف على ربطة الخبز أكثر مما يتكلف القطاع الخاص، لنعود مجدداً لفكرة الفساد والهدر المقصود.

ورفع سعر الخبز على المواطن سيكون أحد الضربات القاصمة التي تعرض له أمنه الغذائي حيث لا يتجاوز متوسط دخل السوريين المئة دولار شهرياً، في ظل فقرٍ يطال نصف السوريين تماماً "10.8 مليون سوري" حسب المنظمات الدولية.

ترك تعليق

التعليق