مواطن أردني يعرض شقته الفارغة لأسرة سورية بشكل مجاني لمدة عام

عرض مواطن أردني فلسطيني الأصل شقته المفروشة في مدينة عمان لاستضافة أسرة سورية لمدة عام بشكل مجاني، وكتب على حسابه الشخصي في "فيسبوك": "أدعو الأخوات والأخوة الأصدقاء ممن يعرف أسرة سورية في الأردن مكونة من 4 إلى 6 أشخاص تحتاج لشقة مراسلتي لترتيب الأمور"، وأضاف قائلاً "كل الشكر للشعب النمساوي الذي أيقظ فيّ إنسانيتي وعروبتي ودمتم جميعاً ذخراً للإنسانية".
 
وفي منشور آخر اعتذر المواطن المذكور عن لجوئه لهذه الطريقة التي اضطر لها معتبراً أنها "ربما تكون مناسبة لدعوة الآخرين للمبادرة"، مضيفاً أن "ما قمت به هو سداد دين لأهلنا السوريين وليس معروفاً"، وتابع: "ديوني بدأت مع الشاعر الكبير سليمان العيسى ابن لواء الاسكندرونة السليب والذي علمني منذ الصف الأول الابتدائي معنى حب أمي وعروبتي".
 
واتصلت "اقتصاد" بالمواطن الأردني الفلسطيني الأصل الذي رفض أن يُذكر اسمه، وتمنى الاقتصار على الأحرف الأولى منه، طالباً "التركيز على الفكرة وليس على الأشخاص".
 
وينتمي "ج.ق" إلى أسرة فلسطينية دفعت وما زالت تدفع قسطها من نكبة الشعب الفلسطيني التي مازالت متواصلة، فـ"الأولى بالشعور والتضامن ليس التعاطف مع الضحايا، هم الضحايا، فكيف إذا كان هولاء الضحايا هم أهلنا السوريون!"، كما يقول مضيفاً: "شخصياً كنت وما زلت أعرّف عن نفسي- إذا سألت- بأني فلسطيني من سوريا الجنوبية، فكيف لي أن أتنكر لحقائق الجغرافيا والانتماء العربي والإنساني!!!". وتابع :"إذا استوقفتنا لحظة صدق مع النفس، سنجد أن ديون الشعب السوري علينا كثيرة، وكنت أتمنى أن لا يأتي زمن على أهلنا في سوريا أحس به بواجب سداد ديونهم علينا، لكن للأسف أتى هذا الزمن".
 
وحول دوافع مبادرته الإنسانية، قال "ج.ق": "بحكم وجودي في كندا عملت بمعية الكثير من الأخوات والأخوة في المهجر الكندي على إقامة العديد من النشاطات الداعمة لأهلنا في فلسطين وسوريا والعراق، لكن بالتأكيد بوسعنا عمل الكثير وبوسعنا تغليب الهم العام ولو قليلاً على همومنا ومشاغلنا الشخصية". وأردف محدثنا: "بخصوص مبادرتي، أعتبر أنها جاءت متأخرة، وأستحق التقريع على تأخرها، فأنا مقيم في كندا وشقتي في عمان فارغة، فما المانع من عرضها لإقامة أسرة من أهلنا السوريين!".

وأضاف: "نشرت رغبتي بتقديم الشقة عبر صفحتي على موقع "فيس بوك" وقد بادر العديد من الأصدقاء بترشيح بعض الأسر السورية في عمان، والترتيبات جارية لعرضها على الأسرة التي اقترحها أول من بادر من الأصدقاء، وأرجو أن تكون مناسبة لها حيث بعض الأسر تقطن متجاورة مع بعض الأقرباء، وإذا لم تكن مناسبة لهم ستعرض الشقة على الأسرة التالية".

وأردف محدثنا: "شخصياً أشعر بالخزي والمهانة من تخاذلنا أمام مأساة شعبنا في سوريا، وقبل أن أفرط في تأنيب الآخرين وشتم العالم الذي يقف متفرجاً على المأساة من واجبي تقديم ما أستطيع حتى لو كان قليلاً"، واستدرك قائلاً: "المأساة متواصلة، لكن جريمة اختناق اللاجئين السوريين في خزان الشاحنة وإغلاق أغلب الدول العربية قبل الأجنبية أبوابها في وجه أهلنا وخروج آلاف النمساويين والألمان لاستقبال أهلنا والترحيب بهم، كل ذلك وضعني أمام سؤال الواجب بين أن أمارس العنتريات على "فيس بوك" وأشتم الأنظمة و"عرب النفط" أو تقديم ما أستطيع، فكانت هذه المبادرة التي يرجع الفضل فيها إلى صور المتظاهرين النمساويين الذي وقفوا في محطة القطارات لاستقبال أهلنا السوريين التي ضاقت بهم دول العرب لشديد الأسف".

وأعرب "ج.ق" عن شعوره تجاه سوريا، فرغم أنه لم يزرها كما يقول– إلا أنها "شكّلت وجدانه ووعيه وإنسانيته"، وأضاف: "كيف لي أن أتنكّر لمن علّمني منذ سنتي الدراسية الأولى معنى حب الأم والوطن والعروبة والإنسانية، كيف لي أن أتنكر لـ"سليمان العيسى" و"نزار قباني" و"سعدالله ونوس" و"غادة السمان" و"محمد الماغوط" ومئات المبدعين الذي يضيق المجال عن ذكرهم، الذين صنعوا وجداننا. كانت سوريا وستبقى حاضنتنا الحضارية". واستطرد قائلاً: "أتمنى أن أحظى بشرف زيارة سوريا بعد أن تزول الغمة بحول الله".
 
وحول الرسالة التي يود إيصالها للسوريين أو للعرب والعالم في ضوء ما يجري قال محدثنا: "إذا أعطيت نفسي حق توجيه رسالة لأهلنا السوريين، فأناشدهم عدم الكفر بسوريتهم وعروبتهم وإنسانيتهم، في ظل خذلان العرب والعالم لهم. وتابع أن "على العربي الذي يغلق حدوده في وجه السوري أو يمارس عليه عنجهيته الفارغة وتعاليه الكاذب أن يطأطئ رأسه خجلاً أمام تقصيره بحق أخيه السوري، وعلى العالم– كما يقول- أن يتذكر الوطن الأول للحضارة والأبجدية". ونوه محدثنا إلى أن "هناك الكثير من الضمائر الإنسانية حول العالم الذين يعملون ليل نهار لرفع الكرب عن أهلنا السوريين".

وكان الناشط السوري المعارض "أحمد أبا زيد" قد قارن على صفحته الشخصية في "فيسبوك" بين ردة فعل الجماهير العربية إزاء قرار ألمانيا باستقبال جزء من اللاجئين السوريين مع ما قدمه الأردنيون "على المستوى الشعبي"، وأضاف أن "هناك حالات كثيرة تبرع أردنيون فيها ببيوت وعمارات بأكملها لسكنى اللاجئين, عدا فرق التطوع والإغاثة التي لم تنقطع". واستدرك: "نحن شعوب مغرمة بذم القريب ومدح الغريب". مشيراً إلى أن الأردن تستقبل السوريين في المدن والمشافي والمخيمات منذ بداية الثورة, وتعدى عددهم المليون وفوق 20% من السكان, قبل أن تقرر ألمانيا ضم عدة آلاف.

ترك تعليق

التعليق

  • شقة
    2015-09-05
    انا بدي شقة ساكن بعمان ما معي اجار بيت لدي بنتين معااقين الله يجزيك الخير [email protected]
  • 2015-09-05
    السَلٱمٌ عليگم ورحمة الله وبركاته اخي الكريم انا مقيم بالاردن ومريض بالديسك ولا استطيع العمل وبحاجة لسكن ان امكن التواصل مع هذا الشخص الشريف على الرقم mhdenheme@[email protected] 00962777576608
  • 2015-09-05
    الله يجزيك ألف خير.... ويجعلها في ميزان حسناتك.. نحنا عائلة سورية انا ومرتي وعندي ولدين .. كنت مستاجر وكنت اشتغل بشركة خلص عقدي هاد الشهر بالشركة تركت الشغل وقاعد بلا شغل عم دور ... وصحاب البيت بدهن ياني سلم البيت ... ورح نصفي بالشارع ... ازا كان بتحب منتواصل .... وبكل الاحوال الله يجزيك الخير [email protected]