اقتصاديات.. "هبل" بشار و"فهلوة " خميس


تشير الصور إلى أن رئيس الوزراء عماد خميس هو أقصر مسؤول في الدولة، بينما بشار هو أطول مسؤول في البلد، وإذا ما أردنا أن نقيس الفارق بالمسافة ما بين طول الاثنين، فإنها قد تصل إلى نحو نصف متر لصالح بشار.. فهل لهذا الأمر من مؤشرات..؟!

بالاستعانة بالحكمة القائلة، "كل طويل لا يخلو من الهبل وكل قصير لا يخلو من الفتن"، فإننا قد نصل إلى نتائج مذهلة، بناء على تحليل المعطيات لعمل كلا الرجلين..
 
وبما أن هبل بشار اتضحت معالمه ونتائجه، فإن فتن خميس لاتزال غير مكشوفة للعيان، ولا يدركها إلا من يتابع الآلية التي بدأت تدار بها مؤسسات الدولة منذ مجيئه على رأس الوزارة قبل نحو أربعة أشهر..
 
فهو بداية، أخذ يقوم بزيارات مفاجئة إلى بعض المفاصل ذات "الجماهيرية" في الدولة، كالمستشفيات والجامعات ووسائل الإعلام، ثم أعلن أن اللاذقية وطروطوس على رأس اهتمامات العمل الحكومي لتطوير البنية الاقتصادية فيهما، وبعد ذلك أعلنت لجنة الموازنة التي يرأسها، أن الأولوية فيها لدعم الجيش وأجهزة المخابرات..

 ولعل الأهم الذي قام به خميس، هو حركة التغييرات الكبيرة التي أجراها بالمدراء العامين، حتى بلغ عدد من قام بفصلهم أكثر من عشرة مدراء عامين، وتم إحالة بعضهم للمحاكم أو للجان التفتيش..
 
أما النتيجة من كل ذلك، والبحث عن الفتنة فيها، فهو بدايةً، ضَمِنَ ولاء الجميع له، بما فيها وسائل الإعلام التي لم تجد ما تهاجمه به حتى الآن، رغم أن الأمور تمضي نحو الأسوأ فيما يخص الحياة المعاشية للناس.. وفي هذه النقطة تحديداً، أعلن عن خطة طويلة الأجل تقوم على الإنتاج بالدرجة الأولى وإعادة تشغيل الحياة الصناعية والزراعية والاستثمار.. وهي مرحلة تحتاج إلى شهور طويلة أو سنوات، بحيث أنه إذا ما تعرض للمساءلة عن سبب استمرار شقاء الناس، فإنه سوف "يتحجج" بأن مشروعه الحكومي سوف تتضح معالمه عندما تنتهي أول دورة إنتاجية.. وهذه بحاجة لأكثر من عام..
 
نستنج مما سبق، أن هبل بشار، و"فهلوة" خميس، هما الوصفة الأخيرة التي استطاع أن ينتجها النظام السوري، لخلق التوازن المطلوب في المجتمع.. بعكس المرحلة السابقة، التي كان فيها وائل الحلقي أهبلاً آخر إلى جانب بشار، وهو ما تسبب بنتائج كارثية أدت إلى أسوأ مرحلة اقتصادية في تاريخ سوريا..

وهذا الكلام لا يعني أن الكارثة سوف تتوقف.. ولكن هناك فرق بين كارثة مكشوفة وعلنية، وكارثة أخرى سوف تظل مغلفة إلى أن يجد الشعب السوري نفسه وقد أصبح بـ "الزلط" تماماً..

فما هذا الابتلاء يا ربي..!!

ترك تعليق

التعليق