صونيا خانجي .. سيدة أعمال دعمت الأسد، بالمكياج


قد لا تكون، صونيا خانجي، من سيدات الأعمال الكبار، واللواتي يملكن أموالاً طائلة، مثلما هو الحال بالنسبة لرجال الأعمال المعروفين. ولكن يمكن اعتبارها من رموز النظام الأساسيين، الذين بنى بشار الأسد من خلالهم شخصية سوريا في عهده، والتي تميزت بالانتهازية والصبيانية، عبر خلق طبقة من المنتفعين الذين يتبادلون المصالح مع السلطة، ويتآمرون سوية على الشعب، من أجل الإمعان في إفقاره وإذلاله.

ضمن هذا السياق، لعبت صونيا خانجي، رئيسة مكتب سيدات الأعمال في غرفة تجارة دمشق منذ العام 2005، دوراً كبيراً في تلميع صورة النظام في الخارج، أو أنها أعطته الفرصة لاستخدامها في عمليات التلميع هذه، وفق أدوار مرسومة، كان الهدف منها في النهاية، جعل سوريا ينطبق عليها المثال الشعبي القائل، "من برا رخام ومن جوا صخام".
 
"نسوان" الأعمال
 
دائماً ما يلفت انتباهنا، ومن خلال تناولنا لملف رجال الأعمال الذين شكلوا دولة الأسد الابن، ودعموها فيما بعد، أن أغلبهم ينتمون إلى أبناء المدن العريقة، مثل دمشق وحلب وحمص، كما أن أغلبهم ينتمون إلى أسر تجارية عريقة، عانت سابقاً من ظلم البعث، وتهميش حافظ الأسد لهم، ثم فيما بعد تناسى أبنائهم كل ذلك، وتحالفوا مع النظام على "الحلوة والمرة " وعلى حساب أهلهم وذويهم.

وصونيا خانجي بالتأكيد، ليست استثناء في هذا المجال، فهي سليلة أسرة دمشقية عريقة في التجارة والصناعة، ووالدها أفلاطون خانجي، كان من الصناعيين الكبار، وهي تربت في معامله، ودرست الاقتصاد في أرقى الجامعات اللبنانية الفرنسية، ومارست مهنة التدريس فيها كذلك، كما لعبت دوراً كبيراً في إدخال صناعة إلى سوريا لم تكن متداولة كثيراً، وهي صناعة مواد التجميل والمكياج، واستطاعت الحصول على ترخيص من كبريات الشركات العالمية "ويللا". وكل ذلك كان في التسعينيات من القرن الماضي.

إلا أن صونيا تروي بأنها اضطرت للتوقف عن العمل لمدة تزيد عن 12 عاماً، من أجل تربية أولادها، ثم لتعاود الظهور من جديد خلال حكم بشار الأسد، لكن هذه المرة على صورة سيدة أعمال، وهو ما لم تكن تحلم به إبان فترة حكم حافظ الأسد.
 
فكرة خلق مجتمع من سيدات الأعمال، وربط مصالحه مع السلطة، هي براءة الاختراع التي قدمها بشار الأسد للشعب السوري في إطار سعيه للسيطرة على الدولة والمجتمع، بأسلوب ناعم.

فخلال 11 عاماً من حكمه، قفز عدد سيدات الأعمال أو تلك المسجلات في غرف الصناعة والتجارة في دمشق لوحدها، من 200 سيدة إلى أكثر من 2000 سيدة أعمال، وهو رقم مهول بكل تأكيد، ولكن لدى حساب ثروات جميع هؤلاء السيدات، فإنها لا تعادل نصف ثروة محمد حمشو على سبيل المثال.

والهدف من ذلك، كما ذكرنا، كان الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، وإعطاء صورة للخارج تختلف عن تلك الموجودة في الداخل.

صونيا خانجي والحدث السوري

لا يوجد الكثير من التصريحات لصونيا خانجي، التي تعبر فيها عن رأيها السياسي فيما يجري من أحداث في سوريا، أو على الأقل لم نقع على مثل هذه التصريحات، سواء عبر وسائل الإعلام المتلفزة أو المكتوبة.
 
ولكن خلال بحثنا، وقعنا على تصريحات تشير إلى خسائرها الكبيرة، جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأوروبية على النظام وبعض رجالات الأعمال، فهي تعترف في هذه التصريحات بأن صناعتها تعاني من صعوبات كثيرة، وتهددها بالتوقف، جراء وقف الشركة الأم الموجودة في فرنسا من التعامل معها.

وعلى الرغم من كل تلك الضغوطات التي تتحدث عنها صونيا خانجي، والتي تعرضت لها صناعتها، إلا أن ذلك لم يدفعها لمغادرة هذا النظام، بل تؤكد في كل مرة أنها ستستمر في عملها في غرفة تجارة دمشق كرئيسة للجنة سيدات الأعمال، وأن هذه الخسائر لن تثنيها عن الدفاع عن الوطن في مواجهة المؤامرة الكونية التي يتعرض لها، بحسب وصفها.

وفي موقف آخر، توحي خانجي بأن ما يعنيها من كل ما حدث في سوريا، هو أن اقتصاد العاصمة وتجارها، هم الأقل خسارة، في وقت تعرض فيه الكثير من رجال الأعمال للإفلاس التام جراء تدمير منشآتهم.
 
وهي تعتبر أن غرفة تجارة دمشق ستكون نقطة الانطلاق التي سيعيد منها النظام، بناء سوريا، من جديد.

ترك تعليق

التعليق