لماذا رفض بشار الأسد مرور الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا..؟


قال بشار الأسد مرة في أحد لقاءاته، إن ما يتعرض له نظامه من عقوبات وحصار ودعم للثورة من قبل الدول الغربية، سببه بالدرجة الأولى، رفضه مرور خط أنابيب غاز قطري عبر سوريا ومنها إلى أوروبا، ضمن مساعي تلك الدول للاستغناء عن الغاز الروسي.. ونحن نسأل: لماذا رفض بشار الأسد مثل هذا المشروع، الذي كان سيحقق لسوريا مليارات الدولارات سنوياً، بالإضافة إلى أنه كان سيؤمن حاجة البلد من الغاز، دون أن يؤثر ذلك على سيادتها، بل سيجعلها لاعباً مهماً على الساحة الدولية..؟

بالفعل، غير مفهوم سبب رفض بشار الأسد لمثل هذا المشروع، إذا كان كلامه صحيحاً بالطبع، لأن جميع المعطيات وتصريحات المسؤولين في العام 2007، كانت تشير إلى أن سوريا بصدد الإنخراط في مشروع غازي مهم، سيجعلها في مصاف الدول الغنية والمكتفية كلياً من مادة الغاز.. وقد تم بالفعل الانتهاء من مد خط أنابيب الغاز العربي القادم من مصر، في العام 2006، ثم أصبح في حدود العام 2011، على بعد 70 كيلو متراً عن مدينة كلس التركية، وهو ذات الخط الذي كان من المقرر أن يرفده أنبوب الغاز القطري من الجنوب، ليكمل طريقه فيما بعد إلى أوروبا، بمسارين، أحدهما بري من خلال تركيا، وآخر بحري من خلال مدينة طرطوس، لكن سيتم تنفيذه في مرحلة متأخرة، بعد الانتهاء من استخراج الغاز في البحر المتوسط.

والمعروف أيضاً أن إيران كانت منخرطة كذلك في هذا المشروع، والتي كان من المقرر أن ترفد ذات الخط، القادم أساساً من أذربيجان وتركمانستان، بكميات كبيرة من الغاز من أجل الوصول بها إلى أوروبا.

بالأمس خرج علينا رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس الشهابي، بتفسير غريب، لرفض الأسد مد خط أنابيب الغاز القطري عبر سوريا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.. لقد تبين وفقاً للشهابي، أن الرفض كان سببه حماية المصالح الروسية، وكي لا تضغط عليها الدول الغربية، من خلال إيجاد بدائل عن غازها..

وكتب الشهابي منشوراً على صفحته الشخصية في "فيسبوك" قال فيه، في معرض مهاجمته للموقف الروسي من القصف الإسرائيلي الأخير بالقرب من دمشق: "نذكّر الحليف الروسي أنه لولا رفض سوريا مرور الغاز القطري عبر أراضيها إلى أوروبا، لكان حلف الناتو على أعتاب موسكو، ولما استطاعت روسيا غزو أوكرانيا ولا ابتزاز الغرب بالغاز".

وأضاف الشهابي: "الدين السوري في رقبة روسيا كبير جداً جداً جداً، وأهم بكثير من حماية بضعة إسرائيليين يحملون الجنسية الروسية"، على حد وصفه.

طبعاً من المعروف أن الشهابي لا يتحدث بمثل هذا الكلام من تلقاء نفسه، وإنما بتوجيه من أجهزة المخابرات، التي على الأغلب هي من تكتب له مثل هذه "المناشير" أو على الأقل توحي له بها.. وحقيقة، إذا كان كلامه صحيحاً، بأن بشار الأسد رفض مد خط أنابيب الغاز القطري إلى أوروبا عبر الأرض السورية، دفاعاً عن المصالح الروسية، فهو كلام خطير ويؤكد عمالة بشار الأسد وعدم حرصه أو انتمائه لمصالح بلده..

فما هو الضرر الذي كان سيلحق بسوريا في حال تنفيذ مثل هذا الخط..؟

نتمنى الإجابة على هذا السؤال من قبل المدافعين عن النظام، علهم يوضحون لنا ماذا كانت ستخسر سوريا، لو أنها وافقت على تنفيذ مثل هذا الخط، وفقاً لإدعاءات بشار الأسد برفضه، وماذا كانت ستربح.. وعندها نستطيع أن نكمل الكلام..

ترك تعليق

التعليق