"داعش" تقطع التواصل اللوجستي بين أقاليم "الهلال الشيعي"
- بواسطة خاص –اقتصاد --
- 12 حزيران 2014 --
- 1 تعليقات
ما يزال من المبكر جداً الجزم بمصير التطورات الميدانية الجارية حالياً في الشطر الغربي من التراب العراقي. وهو الشطر المُلاصق للحدود السورية. لكن في حال استمر الأمر على المنوال الحالي، واستمر تقدم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام –داعش" بنفس الوتيرة، أو على الأقل، تمكنوا من الحفاظ على المناطق التي سيطروا عليها، وأتبعوها بإحكام السيطرة على "الأنبار"، وهو أمر مرجح نظراً لضيق صدر معظم سكان تلك المنطقة بحكومة المالكي ببغداد، فإن ذلك يعني نتيجة هامةً، من سلسلة نتائج هي الأخرى هامة أيضاً، وهي أن التواصل اللوجستي بين شطري "الهلال الشيعي" المُمتد من طهران بإيران، مروراً بالعراق وسوريا انتهاءً ببيروت على ساحل المتوسط، قد انقطع من وسطه بين العراق وسوريا، مما يشكل تهديداً نوعياً لنظام الأسد بدمشق.
كما سبق وقلنا، من المبكر جداً القفز إلى النتيجة سابقة الذكر، ذلك أن "داعش" لم تحكم بعد السيطرة على "الأنبار"، كما أن حكومة المالكي ببغداد نفت أخيراً أن تكون قد أخلت تماماً الشريط الحدودي العراقي –السوري في "الأنبار". كما أن "داعش" لم تحكم سيطرتها بعد، تماماً، على المناطق التي اجتاحها مقاتلوها بسرعة لافتة ومُفاجئة. والأهم من كل ما سبق، ما تزال الشكوك تدور حول تحالف أو تداخل في الأجندات بين "داعش" وبين النظام السوري وحلفائه، الأمر الذي يتطلب المزيد من الوقت لنفيه.
لكن لو افترضنا أن "داعش" كانت تستقوي على الأضعف، وهي هنا فصائل المعارضة السورية المسلحة، وتضربها من الخلف مستغلة انشغال الأخيرة بالصراع على الجبهات مع النظام، وذلك بغية السيطرة على مساحة أكبر من الأرض، وبالتالي على كمية أكبر من الموارد، مؤجلة الصراع مع النظام كي لا تفتح على نفسها أكثر من جبهة. وأن النظام قرر فعل الأمر نفسه، وهنا مازلنا في طور الافتراض، أي أن النظام أيضاً أجّل الصراع المسلح مع "داعش" كي لا يفتح أكثر من جبهة عليه، مرتاحاً لصراع "داعش" المسلح مع فصائل المعارضة الأخرى، مما يسهل عليه مهمة الإجهاز على تلك الأخيرة...إن صح هذا الافتراض، أن "داعش" ونظام الأسد كانا يؤجلان الصدام بينهما مفضلين النيل من خصمهما الآخر "فصائل المعارضة المسلحة"، فهذا يعني أن الأيام القادمة ستحمل تحولاً نوعياً يتمثّل بفتح جبهة بين النظام و"داعش" على التراب السوري، خاصة إن تمكنت "داعش" من إحكام السيطرة على كامل شريط الحدود بين سوريا والعراق، وقطعت عن نظام الأسد بدمشق الإمدادات الآتية إليه من الجانب العراقي، من مقاتلين شيعة ومن تمويل وتسليح، ناهيك عما يصدّره من شحنات أغذية ومواد مصنعة إلى الجانب العراقي وما يدره عليه ذلك من قطع أجنبي.
خلاصة القول: لو صح فرضنا السابق، وهو يحتاج إلى هامش من الوقت للتحقق منه بناء على تطورات الأحداث، فإن ذلك يعني أن خصماً شرساً ينهش اليوم في وسط "الهلال الشيعي"، ويُجهز على حُلم إيران، بالوصول إلى شواطئ المتوسط دون أية منغضات، ويقطع سبل الدعم المباشر الذي يمكن أن يصل إلى الأسد عبر البرّ العراقي.
يبقى أن قادم الأيام هو ما سيوضح مدى دقّة الافتراض آنف التفصيل...مع الإشارة إلى أن أنصار الثورة في سوريا لن يستفيدوا كثيراً، ذلك أن "داعش" لا تقل استبداداً وظلماً عن نظيرها المتمثل بنظام الحكم بدمشق، إلا من باب المقولة الشهيرة "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين".
التعليق
منذ البداية قلنا داعش هي البعث العراقي!
2014-06-15