مصدرلـ"اقتصاد":الذهب يُقصّ بالمقصّات و نهب بالجُملة ومذابح وميليشيات شيعية في النبك

 آلاف العائلات محتجزة في أقبية الأبنية بالنبك منذ 15 يوماً في ظروف معيشية سيئة

المدنيون مُنعوا من الصعود إلى منازلهم جنود النظام نهبوا الكثير من البيوت والفلل

أفاد مصدر لـ "اقتصاد" بآخر التفاصيل التي تجمعت لديه عن أوضاع المدنيين المحاصرين في أقبية الأبنية في مدينة النبك بالقلمون.
وأوضح المصدر أن له أقارب محاصرين منذ أكثر من أسبوعين في قبوٍ لأحد البنايات مع عائلات أخرى.

وأضاف المصدر بأن البناية التي يحتمي أقاربه بقبوها، تحتلها قوات النظام التي تمركزت فيها بعد اقتحام بعض أحياء البلدة، وهم يحفرون الجدران بين البيوت لتسهيل حركتهم، حسب المصدر.

ولم يتمكن أقارب المصدر من الخروج خارج البلدة بسبب نشاط القناصة، وهو ما ينطبق على آلاف العائلات المحتجزة في أقبية الأبنية بالنبك منذ 15 يوماً في ظروف معيشية سيئة. ولم يوضح المصدر إن كان القناصة الذين تحدث عنهم يتبعون لجيش النظام أم لفصائل المعارضة.

وتحول الحي الذي تحدث عنه المصدر، حيث أقاربه المحاصرين، إلى مكان لتجمع قوات النظام. وأضاف بأن الأبنية في الحي الذي احتلته قوات النظام تتعرض من حين لآخر لقذائف الهاون من الأحياء التي ما تزال تحت سيطرة المعارضة. 

وأكد المصدر لـ "اقتصاد" انتشار الميليشيات الشيعية، التي تُقاتل إلى جوار النظام، في حييهم.

وكانت بعض قرى القلمون قد نزح أهلها مبكراً قبل اشتداد الاشتباكات مع بدء المعارك هناك، منها ضيعة عين التينة، بجوار معلولا، الأمر الذي فاقم من مشكلات النازحين، بعد أن تقلص عدد البلدات "الآمنة" التي كانت مدن وبلدات القلمون محسوبةً عليها قبل فترة وجيزة.

وتحدث المصدر أن المدنيين مُنعوا من الصعود إلى منازلهم، وأن جنود النظام نهبوا الكثير من البيوت والفلل، وأخذوا من المدنيين الكثير من ممتلكاتهم الخاصة بما فيها الجوّالات وذهب النساء.

وأكّد المصدر لـ "اقتصاد" أن بعض أقاربه في النبك أخبروه أنهم يقصّون الذهب بالمقصات، وأن أحد قريباته تعرضت لابتزاز جنود النظام الذين أخذوا منها كل شيء تحمله من ذهب ومال.

واستطرد المصدر بأن آلاف المدنيين المحتجزين في الملاجئ والأقبية في النبك يفتقدون إلى مقومات الحياة الرئيسية، من كهرباء وماء ووقود، ناهيك عن الطعام الذي لم يدخل منه الكثير إلى المدينة بسبب موقعها الجغرافي الحسّاس في ظل الاشتباكات الجارية.

وأكد المصدر حصول حالات خلع لأقفال بعض المحلات لتأمين الأكل للمدنيين، وأن هناك عائلات محتجزة دون أكل أو شرب.

وقد تمكن النظام منذ أيام من اقتحام بعض أحياء البلدة، فيما لا تزال قوات المعارضة تسيطر على العديد من أحياء النبك.

ويعاني في النبك اليوم عشرات آلاف النازحين السابقين من بلدات محافظة حمص، الذين التجؤوا إلى المدينة حينما كانت تعدّ "آمنة"، مما يعني أن بعضهم يعيش مآسي اقتحام قوات النظام، والنزوح المرتقب، للمرة الثانية، وأحياناً الثالثة. فيما يعدّ جزء كبير من أهالي النبك من المغتربين، الذين يعاني الكثير منهم من الهواجس على مصير أقاربهم وأهاليهم بعد فقدان الاتصالات معهم، بالتزامن مع أخبار الوسائل الإعلامية عن القصف والاشتباكات الجارية في البلدة.

وكان ناشطون معارضون أكدوا حصول مجزرتين متتاليتين، يومي الجمعة والسبت في البلدة، بعد أن تمكنت ميليشيا لواء "ذو الفقار" الشيعي العراقي ومقاتلين من حزب الله والأمن العسكري السوري من اقتحام حي الفتاح شمال المدينة.

وتحدثت مصادر المعارضة عن قتل عشرات المدنيين بما يشمل عائلات بأكملها وحرق جثثها بعد انقطاع التواصل مع تلك العائلات منذ أيام عديدة.

وراح ضحية المجزرة الأولى 50 ضحية، حسب مصادر المعارضة، أما المجزرة الثانية، التي نفذها لواء "ذو الفقار" الشيعي العراقي، فاكتشفت في حي الفتاح شمال المدينة اليوم، وضمت 40 ضحية بين نساء وأطفال وعائلات بأكملها تم ذبحها والتمثيل بجثثها وإحراقها.

وقد ذكرت بعض صفحات النشطاء في المعارضة على الفيس بوك أسماء الضحايا الموثقة مرفقة بأعمارهم. وقد فشلت محاولة من جانب الهلال الأحمر السوري للدخول إلى حي الفتاح بعد أن فتحت الميليشيات الشيعية النار على أحد سياراته، مما أدى إلى مقتل أحد عناصره وجرح الآخر.

وكانت مصادر المعارضة قد وثّقت بفيديوهات مسجلة حالات إصابة بالغازات السامة في الحي الغربي من النبك يوم الخميس الفائت.

وتأتي الاشتباكات في النبك امتداداً لمعارك القلمون التي افتتحها النظام في بلدة قارة قرب الحدود اللبنانية، قبل أن تمتد لتشمل بلدات دير عطية والحميرة والنبك ومعلولا وبلدات أخرى.

ويتجاوز تعداد سكان القلمون حسب بعض التقديرات مليون نسمة، منهم الكثير من المغتربين، لكن حالات النزوح إليهم من بلدات محافظة حمص زادت التمركز الديمغرافي في بلداتهم خلال العام الجاري.

ترك تعليق

التعليق